تَرْجَمَة مؤلف إِيضَاح الدَّلِيل فِي قطع حجج أهل التعطيل
قَاضِي الْمُسلمين الْفَقِيه الْمُحدث الْخَطِيب المفوه العابد الزَّاهِد والتقي الْوَرع أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد بن جمَاعَة شهر بَين أهل الْعلم قَدِيما وحديثا باسم بدر الدّين بن جمَاعَة
ولد بِمَدِينَة أبي الْفِدَاء حماه فِي ربيع الآخر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة كَذَا قَالَ ابْن حجر فِي الدُّرَر الكامنة وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة رَحمَه الله تَعَالَى وَرَضي عَنهُ
طلبه الْعلم لقد بكر رَحمَه الله تَعَالَى فِي طلب الْعلم فقد سمع وَهُوَ فِي الْحَادِيَة عشر من عمره الحَدِيث الشريف على يَد أَبِيه الَّذِي كَانَ من عُلَمَاء الحَدِيث وَكَانَ مشهودا لَهُ الْوَرع وَالصَّلَاح وَقد غرس الْوَالِد فِي وَلَده بِفضل الله تَعَالَى حب الشَّرِيعَة والتفقه فِيهَا والزهد فِي الدُّنْيَا ومتاعها فشب على ذَلِك وشاب حَتَّى قضى وَسمع الحَدِيث من شيخ الشُّيُوخ بحماه زين الدّين أبي الطَّاهِر إِسْمَاعِيل بن عبد الْقوي بن عزون وَغَيرهمَا ثمَّ انْتقل إِلَى دمشق حَيْثُ درس الْفِقْه وَالْأُصُول والنحو والمعاني على شيخ الْعَرَبيَّة فِيهَا مُحَمَّد بن عبد الله بن مَالك ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ الحَدِيث عَن أَصْحَاب البوصيري فِيهَا وَأخذ أَكثر علومه هُنَاكَ عَن القَاضِي تَقِيّ الدّين بن رزين
قِيَامه بالتدريس وَبعد أَن أتقن التَّحْصِيل العلمي ونال مِنْهُ مَا قسم الله لَهُ قَامَ بالتدريس الَّذِي هُوَ وَظِيفَة أَنْبيَاء الله تَعَالَى وَرُسُله وَقد نبغ فِي التدريس مَعَ الصدْق وَحسن الْخلق فَتعلق بِهِ طلابه قَالَ ابْن حجر فَصَارَ المربي المحبوب من تلامذته لحسن تَرْبِيَته لَهُم من غير عنف وَلَا تخجيل وَتخرج عَلَيْهِ فِي الحَدِيث خَاصَّة جمَاعَة أَصْبحُوا بعد من كبار الْعلمَاء كَالْإِمَامِ الذَّهَبِيّ وَالْإِمَام ابْن جَابر الْوَادي آشي وَالْإِمَام عبد الْوَهَّاب السُّبْكِيّ والحافظ ابْن كثير والحافظ ابْن الْقيم وَغَيرهم
ولَايَته الْقَضَاء تولى قَضَاء الْقُدس فرج الله كربته ورد بِالْمُسْلِمين غربته سنة سبع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَجمع لَهُ الخطابة بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وإمامته وَكَانَ رَحمَه الله يخْطب