هم الطَّائِفَة الْكَثِيرَة الْكَبِيرَة من الْأَئِمَّة وَالْعُلَمَاء الثِّقَات من الْفُقَهَاء والمحدثين وعلماء أصُول الدّين وَغَيرهم الَّذين جَاءُوا بعد الْمِائَة الثَّالِثَة فَقَالُوا فِي آيَات الصِّفَات وأحاديثها بِمَا يُسمى تَأْوِيلا تفصيليا يعنون تَفْصِيل مَا أجمل السّلف القَوْل فِيهِ من مثل مَعَ تَنْزِيه الله تَعَالَى عَن مشابهة الْخلق فَقَالُوا لَعَلَّ الْمَعْنى الْمَقْصُود هُوَ كَذَا وَكَذَا
وَفِي هَذَا الْبَاب نقاط هَامة جديرة بالإبانة والإيضاح
أ - اتّفقت الطَّائِفَة الثَّانِيَة من السّلف كَمَا نقلنا على مَا يُسمى التَّأْوِيل الإجمالي فِي حق صِفَات الله تَعَالَى ويعنون نِسْبَة مَا نسب الله تَعَالَى إِلَى نَفسه من صِفَات وَصَحَّ نِسْبَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَلِك إِلَيْهِ مَعَ التَّنْزِيه عَن مشابهة الْخلق
ثمَّ جَاءَ بعدهمْ الْخلف الَّذين يُؤمنُونَ بِجَمِيعِ ذَلِك لَكِن يؤولون تَأْوِيلا تفصيليا مَا كَانَ من الصِّفَات موهما التَّشْبِيه والتجسيم فَقَالُوا مثلا فِي قَوْله تَعَالَى الرَّحْمَن على