قَالَ فِيهِ فِي رِوَايَة فوَاللَّه لَئِن قدر الله عَليّ ليعذبني وَفِي رِوَايَة لعَلي أضلّ الله
ظَاهره مُشكل فَإِنَّهُ إِن كَانَ مُؤمنا يعْتَقد الْبَعْث لم يخفه ذَلِك وَإِن لم يعْتَقد الْبَعْث فَهُوَ كَافِر فَكيف غفر لَهُ
وَجَوَاب ذَلِك أما قَوْله لَئِن قدر الله عَليّ لَيْسَ هُوَ من الْقُدْرَة بل هُوَ من التَّقْدِير الَّذِي هُوَ التَّضْيِيق وَمِنْه قَوْله تَعَالَى يبسط الرزق لمن يَشَاء وَيقدر أَي ينيق
فَمَعْنَاه لَئِن ضيق الله عَليّ عَفوه وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {فَظن أَن لن نقدر عَلَيْهِ} أَي نضيق لِأَن النَّبِي لَا يجهل صفة من صِفَات الله تَعَالَى وَهِي قدرَة الله تَعَالَى عَلَيْهِ
وَقيل هُوَ التَّقْدِير الَّذِي هُوَ سَابق الْقَضَاء أَي لَئِن كَانَ الله قدر عَليّ عَذَابي فِي سَابق علمه