وَقَالَ فِي شرح حَدِيث أهل الْيمن كَانَ الله وَلم يكن شَيْء قبله تقدم فِي بَدْء الْخلق وَلم يكن شَيْء غَيره وَفِي رِوَايَة ابي مُعَاوِيَة كَانَ الله قبل كل شَيْء وَهُوَ بِمَعْنى كَانَ الله وَلَا شَيْء مَعَه وَهَذَا صَرِيح فِي الرَّد على من أثبت حوادث لَا أول لَهَا من رِوَايَة الْبَاب وَهُوَ من مستشنع الْمسَائِل المنسوبة لِابْنِ تَيْمِية وَقد وقفت فِي كَلَام لَهُ على هَذَا الحَدِيث رجح الرِّوَايَة الَّتِي فِي الْبَاب على غَيرهَا مَعَ أَن قَضِيَّة الْجمع بَين الرِّوَايَتَيْنِ تَقْتَضِي حمل هَذِه على الَّتِي فِي بَدْء الْخلق لَا الْعَكْس وَالْجمع يقدم على التَّرْجِيح بالِاتِّفَاقِ ثمَّ قَالَ الطَّيِّبِيّ كَانَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِحَسب حَال مدخولها فَالْمُرَاد بِالْأولِ كَانَ الله الأزلية والقدم وَبِالثَّانِي وَكَانَ عَرْشه على المَاء الْحُدُوث بعد الْعَدَم
وَقَالَ أَبُو الْحسن تَقِيّ الدّين عَليّ بن عبد الْكَافِي فِي السَّيْف الصَّقِيل ثمَّ جَاءَ رجل فِي آخر الْمِائَة السَّابِعَة رجل لَهُ فضل ذكاء واطلاع وَلم يجد شَيخا يهديه وَهُوَ على مَذْهَبهم وَهُوَ جسور متجرد لتقرير مذْهبه ويجد أمورا بعيدَة فبجسارته يلتزمها فَقَالَ بِقِيَام الْحَوَادِث بِذَات الرب سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَإِن سُبْحَانَهُ الله مَا زَالَ فَاعِلا وَإِن التسلسل لَيْسَ بمحال فِيمَا مضى
قَالَ الشَّيْخ مُحَمَّد زاهد الكوثري فِي تَعْلِيقه على كَلَام السُّبْكِيّ اتّفقت فرق الْمُسلمين سوى الكرامية وصنوف المجسمة على أَن الله سُبْحَانَهُ منزه من أَن تقوم بِهِ الْحَوَادِث وَأَن تحل بِهِ الْحَوَادِث وَأَن يحل فِي شَيْء من الْحَوَادِث بل ذَلِك مِمَّا علم من الدّين بِالضَّرُورَةِ وَدَعوى أَن الله تَعَالَى لم يزل فَاعِلا مُتَابعَة مِنْهُ للفلاسفة الْقَائِلين بسلب الِاخْتِيَار عَن الله سُبْحَانَهُ وبصدور الْعَالم مِنْهُ بِالْإِيجَابِ وَنسبَة ذَلِك إِلَى أَحْمد وَالْبُخَارِيّ وَغَيرهمَا من السّلف كذب صَرِيح وَتقول قَبِيح وَدَعوى أَن تسلسل الْحَوَادِث فِي جَانب الْحَاضِر غير محَال لَا تصدر إِلَّا مِمَّن لَا يعي مَا يَقُول فَمن تصور حوادث لَا أول لَهَا تصور