قلت وَإِن الله تَعَالَى قد قَالَ أَيْضا أَو لم يرَوا أَنا خلقنَا لَهُم مِمَّا عملت أَيْدِينَا أنعاما فهم لَهُم مالكون يس ٧١ لَكِن لم يرد فِي كتاب وَلَا سنة وصف الْيَدَيْنِ بعظيمتين فَمن أَيْن للشَّيْخ أَن يضيف هَذِه الصّفة الموهمة للتشبيه ثمَّ كَيفَ لم يسْتَدرك هَذِه الْمسَائِل من قدم للْكتاب إِلَّا أَن يكون فعل ذَلِك ثِقَة بالمؤلف وَلم يقْرَأ مَا كتب وَكم وَقع من مقدمي الْكتب ورطات بِهَذَا السَّبَب وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه
وَجَاء فِي نقد تَفْسِير مهمش على كتاب الله تَعَالَى مَا يثير الدهش أَقُول جَاءَ فِي كَلَام من نقد ذَلِك التَّفْسِير واعتبره مِمَّا يسْتَوْجب مَنعه وَعدم تداوله دينيا عِنْد قَول الْمُفَسّر لقَوْله تَعَالَى {فَإِنِّي قريب} علما وإجبة ص ٢٦ قَالَ النَّاقِد يَنْفِي الْمَكَان عَن الله يَعْنِي النَّاقِد أَن لله تَعَالَى مَكَانا ... وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه
وَقد تقدم مَعنا قبل أَنه لم يرد فِي الْقُرْآن وَالسّنة زِيَادَة كلمة بِذَاتِهِ عِنْد ذكر الاسْتوَاء على الْعَرْش فَيُقَال {الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى} وَلَا يُقَال بِذَاتِهِ لما فِيهِ من إِيهَام التَّشْبِيه والتجسيم تَعَالَى الله جلّ جَلَاله عَن ذَلِك علوا كَبِيرا كَمَا لَا يُقَال بَائِن عَن خلقه كَمَا تقدم
أما الْجُزْء الَّذِي أوردهُ الْبَيْهَقِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى عبد الرَّحْمَن الْأَوْزَاعِيّ رَحمَه الله تَعَالَى أَنه قَالَ كُنَّا والتابعون متوافرون نقُول إِن الله تَعَالَى ذكره فَوق عَرْشه ... الخ فَلَا تصح نسبته إِلَى الإِمَام الْأَوْزَاعِيّ رَحمَه الله تَعَالَى ذَلِك لِأَن فِي الْخَبَر مُحَمَّد بن كثير المصِّيصِي قَالَ فِيهِ ابْن حجر فِي التَّقْرِيب صَدُوق كثير الْغَلَط وَضَعفه أَحْمد وَقَالَ البُخَارِيّ لين جدا وَقَالَ أَبُو دَاوُد لم يكن يفهم الحَدِيث وَقَالَ ابْن عدي لَهُ أَحَادِيث لَا يُتَابِعه عَلَيْهَا أحد
وَلَو صَحَّ الْخَبَر بطرِيق أُخْرَى عَن الإِمَام الْأَوْزَاعِيّ فالرجل من أَتبَاع التَّابِعين وَلم ينْسب القَوْل بذلك إِلَى أحد من التَّابِعين فضلا عَن رجل من الصَّحَابَة رضوَان الله