وَقد لَا نعرفه كَمَا قَالَ الله تَعَالَى فِيمَا رَوَاهُ عَنهُ رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَالا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر على قلب بشر
فقد تبين بعض أَسبَاب افْتِتَاح هَذِه السُّورَة بِهَذَا
ثمَّ إِنَّه تَعَالَى قَالَ {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اذْكروا نعْمَة الله عَلَيْكُم إِذْ جاءتكم جنود فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم ريحًا وجنودا لم تَرَوْهَا وَكَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصيرًا}
فاجتمعت قُرَيْش وحلفاؤها من بني أَسد وَأَشْجَع وفزارة وَغَيرهم من قبائل نجد
وَاجْتمعت أَيْضا الْيَهُود من قُرَيْظَة وَالنضير فَإِن بني النَّضِير كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أجلاهم قبل ذَلِك كَمَا ذكره الله تَعَالَى فِي سُورَة الْحَشْر فَجَاءُوا فِي الْأَحْزَاب إِلَى قُرَيْظَة وهم معاهدون للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومجاورون لَهُ قَرِيبا من الْمَدِينَة فَلم يزَالُوا