حَتَّى نقضت قُرَيْظَة الْعَهْد ودخلوا فِي الْأَحْزَاب فاجتمعت هَذِه الْأَحْزَاب الْعَظِيمَة وهم بِقدر الْمُسلمين مَرَّات مُتعَدِّدَة فَرفع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الذُّرِّيَّة من النِّسَاء وَالصبيان فِي آطام الْمَدِينَة وَهِي مثل الجواسق وَلم ينقلهم إِلَى مَوَاضِع أخر وَجعل ظهْرهمْ إِلَى سلع وَهُوَ الْجَبَل الْقَرِيب من الْمَدِينَة من نَاحيَة الغرب والشأم وَجعل بَينه وَبَين الْعَدو خَنْدَقًا والعدو قد أحَاط بهم من الْعَالِيَة والسافلة وَكَانَ عدوا شَدِيد الْعَدَاوَة لَو تمكن من الْمُؤمنِينَ لكَانَتْ نكايته فيهم أعظم النكايات
وَفِي هَذِه الْحَادِثَة تحزب هَذَا الْعَدو من مغل وَغَيرهم من أَنْوَاع التّرْك وَمن فرس ومستعربة وَنَحْوهم من أَجنَاس المرقدة وَمن