نَصَارَى من الأرمن وَغَيرهم وَنزل هَذَا الْعَدو بِجَانِب ديار الْمُسلمين وَهُوَ بَين الْإِقْدَام والإحجام مَعَ قلَّة من بإزائهم من الْمُسلمين ومقصودهم الِاسْتِيلَاء على الدَّار واصطلام أَهلهَا كَمَا نزل أُولَئِكَ بنواحي الْمَدِينَة بِإِزَاءِ الْمُسلمين
ودام الْحصار على الْمُسلمين عَام الخَنْدَق على مَا قيل بضعا وَعشْرين لَيْلَة وَقيل عشْرين لَيْلَة
وَهَذَا الْعَدو عبر الْفُرَات سَابِع عشر ربيع الآخر وَكَانَ أول انْصِرَافه رَاجعا عَن حلب لما رَجَعَ مقدمهم الْكَبِير قازان بِمن مَعَه يَوْم الأثنين حادي أَو ثَانِي عشر جمادي الأولى يَوْم دخل الْعَسْكَر عَسْكَر الْمُسلمين إِلَى مصر المحروسة وَاجْتمعَ بهم الدَّاعِي وخاطبهم فِي هَذِه الْقَضِيَّة وَكَانَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لما ألْقى فِي قُلُوب الْمُؤمنِينَ مَا ألْقى من الاهتمام والعزم ألْقى فِي قُلُوب عدوهم الروع والانصراف
وَكَانَ عَام الخَنْدَق برد شَدِيد وريح شَدِيدَة مُنكرَة بهَا صرف الله الْأَحْزَاب عَن الْمَدِينَة كَمَا قَالَ تَعَالَى {فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم ريحًا وجنودا لم تَرَوْهَا}
وَهَكَذَا هَذَا الْعَام أَكثر الله فِيهِ الثَّلج والمطر وَالْبرد على خلاف