وَهَذَا قد تَعَارَضَت عِنْده الإمارات وتقابلت عِنْده الإرادات لَا سِيمَا وَهُوَ لَا يفرق من الْمُبَشِّرَات بَين الصَّادِق والكاذب وَلَا يُمَيّز فِي التحديث بَين المخطىء والصائب وَلَا يعرف النُّصُوص الأثرية معرفَة الْعلمَاء بل إِمَّا أَن يكون جَاهِلا بهَا وَقد سَمعهَا سَماع العبر ثمَّ قد لَا يتفطن لوجوه دلالتها الْخفية وَلَا يَهْتَدِي لدفع مَا يتخيل أَنه معَارض لَهَا فِي بادىء الرُّؤْيَة
فَلذَلِك استولت الْحيرَة على من كَانَ متسما بالاهتداء وتراجمت بِهِ الآراء تراجم الصّبيان بالحصباء هُنَالك ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وزلزلوا زلزالا شَدِيدا ابْتَلَاهُم الله بِهَذَا الِابْتِلَاء الَّذِي يكفر بِهِ خطيئاتهم وَيرْفَع بِهِ درجاتهم وزلزلوا بِمَا يحصل لَهُم من الرجفات مَا استوجبوا بِهِ أَعلَى الدَّرَجَات
قَالَ الله تَعَالَى {وَإِذ يَقُول المُنَافِقُونَ وَالَّذين فِي قُلُوبهم مرض مَا وعدنا الله وَرَسُوله إِلَّا غرُورًا}
وَهَكَذَا قَالُوا فِي هَذِه الْفِتْنَة فِيمَا وعدهم أهل الوراثة النَّبَوِيَّة والخلافة الرسالية وحزب الله المحدثون عَنهُ حَتَّى حصل لهَؤُلَاء التأسي برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا قَالَ الله تَعَالَى {لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة}