من تِلْكَ الْأَحْوَال فان أنعمتم بِشَيْء من مصنفات الشَّيْخ رَحمَه الله تَعَالَى كَانَت لكم الْحَسَنَة عِنْد الله تَعَالَى علينا بذلك فَمَا أشبه كَلَام هَذَا الرجل بالتبر الْخَالِص الْمُصَفّى وَقد يَقع فِي كَلَام غَيره من الْغِشّ والشبه المدلس بالتبر مَا لَا يخفى على طَالب الْحق لحرص وَعدم هوى
وَلَا أَزَال أتعجب من المنتسبين إِلَى حب الانصاف فِي الْبَحْث المزرين على أهل التَّقْلِيد المعقولات الَّتِي يَزْعمُونَ أَن مستندهم الْأَعْظَم الصَّرِيح مِنْهَا كَيفَ يباينون مَا أوضحه من الْحق وكشف عَن قناعه وَقد كَانَ الْوَاجِب على الطّلبَة شدّ الرّحال إِلَيْهِ من الْآفَاق ليرو الْعجب
وَمَا أشبه حَال المباينين لَهُ من المنتسبين إِلَى الْعلم الطالبين للحق الصَّرِيح الَّذِي أعياهم وجدانه بِحَال قوم ذبحهم الْعَطش والظمأ فِي بعض المفازات فحين أشرفوا على التّلف لمع لَهُم شط كالفرات أَو دجلة أَو كالنيل فَعِنْدَ معاينتهم لذَلِك اعتقدوه سرابا لَا شرابًا فتولوا عَنهُ مُدبرين فتقطعت أَعْنَاقهم عطشا وظمأ فَالْحكم لله الْعلي الْكَبِير وَمَا أرسلنَا الْكتب الْمُقَابلَة من إِحْدَى الطَّرفَيْنِ فَفِيهِ تعسف وتمهدون الْعذر فِي الْأَطْنَاب فَهَذَا الَّذِي ذكرته من حَالي مَعَ الشَّيْخ كالقطر من بَحر وَإِن أنعمتم بِالسَّلَامِ على أَصْحَاب الشَّيْخ وأقاربه كَبِيرهمْ وصغيرهم كَانَ ذَلِك مُضَافا إِلَى سَابق إنعامكم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute