قَنْدَابِيلَ وَكِرْمَانَ فَقَدِمَهَا وَكَانَ بِكِرْمَانَ عِلْجَةٌ يُقَالُ لَهَا أَرْذَكُ وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ وَكَانَتْ بَغِيًّا يَبِيتُ عِنْدَهَا الرِّجَالُ بِجُمْلَةٍ مِنَ الْمَالِ فَبَلَغَ سَعِيدًا خَبَرُهَا فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَجِيءَ بِهَا فَلَمَّا رَآهَا قَالَ يَا عَدُوَّةَ اللَّهِ أَفَتَنْتِ فِتْيَانَ الْبَلَدِ وَأَفْسَدْتِهِمْ ثُمَّ قَالَ اكْشِفِي عَنْ رَأْسِكِ فَكَشَفَتْ عَنْ شَعْرٍ حَسَنٍ جَثْلٍ يَضْرِبُ إِلَى عَجِيزَتِهَا ثُمَّ قَالَ أَلْقِي دِرْعَكِ فَأَلْقَتْهُ وَقَامَتْ عُرَيَانَةً فِي إِزَارٍ فَرَأَى مَا حَيَّرَهُ وَذَهَبَ بِعَقْلِهِ فَلَمْ يَمْلُكْ نَفْسَهُ حَتَّى جَعَلَ يَقُولُ بِإِصْبَعِهِ فِي عُكَنِهَا فَإِذَا عُكَنٌ وَطِيَّةٌ وَثَدْيٌ صَغِيرٌ وَمَنَاكِبُ عَالِيَةٌ لَمْ يَرَ مِثْلَهَا قَطُّ ثُمَّ قَالَ يَا عَدُوَّةَ اللَّهِ أَدْبِرِي فَأَدْبَرَتْ فَنَظَرَ إِلَى ظَهْرٍ فِيهِ كَالْجَدْوَلِ وَكَفَلٍ كَأَزْمِكَةِ خَزٍّ حَشْوُهَا قَزٌّ ثُمَّ قَالَ أَقْبِلِي فَأَقْبَلَتْ فَافْتُتِنَ بِهَا لِمَا رَأَى مِنْ جَمَالِهَا فَوَثَبَ إِلَيْهَا فَمَا فَارَقَهَا حَتَّى فَعَلَ
فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ فِعْلُهُ فَقَالَ بَعْضُ مَا يَعْتَرِي الْجَانِي مِنَ الشَّبَقِ وَصَرَفَ سَعِيدًا
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُهْتَدِي قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمَأْمُونِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الأَنْبَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْكَرَوَانِيُّ قَالَ كَانَ بِالْبَصْرَةِ قَيْنَةٌ يُقَالُ لَهَا مُتَيَّمٌ كَانَتْ مُتَنَاهِيَةُ الْجَمَالِ وَالْحَذْقِ فَجَاءَتْ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيِّ الْقَاضِي تُظْهِرُ التَّوْبَةَ وَتَسْأَلْهُ أَنْ يَلِيَ بَيْعَهَا فَفَعَلَ ذَلِكَ وَسَفَرَتْ عَنْ وَجْهِهَا فَافْتُتِنَ النَّاسُ بِهَا وَأَشَاعَ قَوْمٌ أَنَّ الْقَاضِيَ افْتُتِنَ بِهَا فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمُعَدِّلُ
وَلَمَّا سَرَتْ عَنْهَا الْقِنَاعَ مُتَيْمٌ ... تَرَوَّحَ مِنْهَا الْعَنْبَرِيُّ مُتَيَّمَا
رَأَى ابْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَهُوَ مُحَكَّمٌ ... عَلَيْهَا لَهَا طَرْفًا عَلَيْهِ مُحَكَّمَا
فَإِنْ تُصْبِ قَلْبَ الْعَنْبَرِيِّ فَقَبْلَهُ ... صَبَا بِالتَّيَامَى قَلْبُ يَحْيَى بْنِ أَكْثَمَا
وَحَدَّثَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّمَيْرِيُّ قَالَ مَا رَأَيْتُ شَابًا وَلا كَهْلا مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute