قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ التَّرْقُفِيُّ قَالَ حَدثنَا عبد الله ابْن عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو غِيَاثٍ الْبَصْرِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ قَالَ بَيَّنَّا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ يُؤَذِّنُ إِذْ سُمِعَ الأَخْضَرُ الْجَدِّيُّ يَتَغَنَّى فِي دَارِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ وَيَقُولُ
صَغِيرَيْنِ نَرْعَى الْبُهْمَ يَا لَيْتَ أَنَّنَا ... إِلَى الآنَ لَمْ نَكْبُرْ وَلَمْ تَكْبُرِ الْبُهْمُ
قَالَ فَأَسْرَعَ فِي الأَذَانِ فأرد أَنْ يَقُولَ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ فَقَالَ حَيَّ عَلَى الْبَهْمِ حَتَّى سَمِعَهُ أَهْلُ مَكَّةَ فَجَاءَ يَعْتَذِرُ إِلَيْهِمْ
أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ التَّنُوخِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ حَيُّوَيْهِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ كَانَ الْمَجْنُونُ مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلابٍ فَأَتَى عَلَيْهِ عَصْرٌ مِنَ الدَّهْرِ لَا يَعْرِفُ لَيْلَى ثُمَّ عَشِقَهَا فَخَطَبَهَا فَلَمْ يُزَوِّجُوهُ فَاشْتَدَّتْ حَالَتُهُ وَزَادَ مَا كَانَ يَجِدُهُ وَفَشَا أَمْرُهُ فِي النَّاسِ فَلَقِيَهُ ابْنُ عَمٍّ لَهُ فَقَالَ يَا أَخِي اتَّقِ اللَّهَ فِي نَفْسِكَ فَإِنَّ هَذَا الَّذِي أَنْتَ فِيهِ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَازْجُرْهُ عَنْكَ فَأَنْشَأَ يَقُولُ
يَا حَبَّذَا عَمَلُ الشَّيْطَانِ مِنْ عَمَلٍ ... إِنْ كَانَ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ حُبِّيهَا
مَنَّيْتُهَا النَّفْسَ حَتَّى قَدْ أَضَرَّ بِهَا ... وَأَحَدَثَتْ خُلُقًا مِمَّا أُمَنِّيهَا
قَالَ ابْنُ خَلَفٍ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ كَانَ الْمَجْنُونُ يَجْلِسُ فِي نَادِي قَوْمِهِ وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ فَيُقْبِلُ عَلَيْهِ بَعْضُ الْقَوْمِ فَيُحَدِّثُهُ وَهُوَ بَاهِتٌ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَلا يَفْهَمُ مَا يُحَدِّثُهُ بِهِ ثُمَّ يَثُوبُ إِلَيْهِ عَقْلُهُ فَيُسْأَلُ عَنِ الْحَدِيثِ فَلا يَعْرِفُهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute