للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثُمَّ عُدْنَا إِلَى مَوْضِعِنَا فَلَمْ يَقَعْ يَوْمَنَا ذَلِكَ شَيْءٌ فَلَمَّا أَمْسَيْنَا صِرْنَا إِلَى الْغَارِ فَبِتْنَا فِيهِ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَا إِلَى شَرَكَهِ وَغَدَوْتُ مَعَهُ فَنَصَبَهُ وَقَعَدْنَا نَتَحَدَّثُ وَقَدْ شَغَلَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِحُسْنِ حَدِيثِهِ عَنِ الْجُوعِ فَبَيْنَا نَحْنُ نَتَحَدَّثُ إِذْ وَقَعَتْ فِي الشَّرَكِ ظِبْيَةٌ فَوَثَبَ إِلَيْهَا وَوَثَبْتُ مَعَهُ فَاسْتَخْرَجَهَا مِنَ الشَّرَكِ ثُمَّ نَظَرَ فِي وَجْهِهَا وَأَرَادَ أَنْ يُطْلِقَهَا فَقَبَضْتُ عَلَى يَدِهِ وَقُلْتُ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ تَعْمَلَ أَقَمْتُ لَدَيْكَ ثَلاثًا كُلَّمَا صِدْتَ شَيْئًا أَطْلَقْتُهُ قَالَ فَنَظَرَ فِي وَجْهِي وَعَيْنَاهُ تَذْرُفَانِ وَأَنْشَأَ يَقُولُ

أَتَلْحَى مُحِبًّا هَائِمَ الْقَلْبِ أَنْ رَأَى ... شَبِيهًا لِمَنْ يَهْوَاهُ فِي الْحَبْلِ مُوثَقَا

فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ تَذَكَّرَ شَجْوَهُ ... وَذَكَّرَهُ مَنْ قَدْ نَأَى فَتَشَوَّقَا

فَرِحِمْتُهُ وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَبَكَيْتُ لِبُكَائِهِ وَنَسَبْتُهُ فَإِذا هُوَ قيس ابْن مُعَاذٍ الْمَجْنُونُ

فَذَاكَ وَاللَّهِ أَعْشَقُ مِنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ وأَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجِ قَالا أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ حَيُّوَيْهِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلَفٍ قَالَ حَدَّثَنِي قَاسِمُ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ الْعُمَرِيِّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ أَنبأَنَا عُثْمَان ابْن عُمَارَةَ عَنْ أَشْيَاخِهِمْ مِنْ بَنِي مُرَّةَ قَالَ رَحَلَ رَجُلٌ مِنَّا إِلَى نَاحِيَةِ الشَّامِ مِمَّا يَلِي تَيْمَاءَ وَالشَّرَاةَ فِي طَلَبِ بُغْيَةٍ لَهُ فَإِذَا هُوَ بِخَيْمَةٍ قَدْ رُفِعَتْ لَهُ وَقَدْ أَصَابَهُ مَطَرٌ فَعَدَلَ إِلَيْهَا فَتَنَحْنَحَ فَإِذَا امْرَأَةٌ قَدْ كَلَّمَتْهُ فَقَالَتْ لَهُ انْزِلْ فَنَزَلَ وَرَاحَتْ إِبِلُهُمْ وَغَنَمُهُمْ فَإِذَا أَمْرٌ عَظِيمٌ وَإِذَا رِعَاءٌ كَثِيرٌ فَقَالَتْ لِبَعْضِ الْعَبِيدِ سَلُوا هَذَا الرَّجُلَ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ فَقُلْتُ مِنْ نَاحِيَةِ الْيَمَامَةِ وَنَجْدٍ فَقَالَتْ أَيَّ بِلادِ نَجْدٍ وَطِئْتَ فَقُلْتُ كُلَّهَا فَقَالَتْ عِنْدَ مَنْ نَزَلْتَ هُنَاكَ قلت ببني عَامر فتنتفست الصَّعْدَاءَ وَقَالَتْ بِأَيِّ بَنِي عَامِرٍ فَقُلْتُ بِبَنِي الْحَرِيشِ فَاسْتَعْبَرَتْ ثُمَّ

<<  <   >  >>