قَالَ زَوْجُ عَفْرَاءَ أَيُّ كَلْبٍ هُوَ قَالَ عُرْوَةُ قَالَ وَقَدْ قَدِمَ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَنْتَ وَاللَّهِ أَوْلَى بِهَا مِنْهُ أَنْ تَكُونَ كَلْبًا مَا عَلِمْتُ بِقُدُومِهِ وَلَوْ عَلِمْتُ لَضَمَمْتُهُ إِلَيَّ
فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا يَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى جَاءَهُ فَقَالَ قَدِمْتُ هَذِهِ الْبَلْدَ فَلَمْ تَنْزِلْ بِنَا وَلَمْ تَرَ أَنْ تُعْلِمُنَا بِمَكَانِكَ فَيَكُونُ مَنْزِلُكَ عِنْدَنَا عَلَيَّ وَعَلَيَّ إِنْ كَانَ لَكُمْ مَنْزِلٌ إِلا عِنْدِي
قَالَ نَعَمْ نَتَحَوَّلُ إِلَيْكَ اللَّيْلَةَ أَوْ فِي غَدٍ
فَلَمَّا وَلَّى قَالَ عُرْوَةُ لأَهْلِهِ قَدْ كَانَ مَا تَرَوْنَ وَإِنْ أَنْتُمْ لَمْ تَخْرَجُوا مَعِي لأَرْكَبَنَّ بِرَأْسِي وَلأُلْحِقَنَّ بِقَوْمِكُمْ فَلَيْسَ عَلَيَّ بَأْسٌ
فَارْتَحَلُوا وَرَكَبُوا طَرِيقَهُمْ وَنُكِسَ عُرْوَةُ وَلَمْ يَزَلْ مُدْنَفًا حَتَّى نَزَلُوا وَادِي الْقُرَى
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّ حِزَامًا هَلَكَ وَتَرَكَ ابْنَهُ عُرْوَةَ فِي حِجْرِ عَمِّهِ عُقَالِ بْنِ مَهَاصِرَ وَكَانَتْ عَفْرَاءُ تِرْبًا لِعُرْوَةَ يَلْعَبَانِ جَمِيعًا حَتَّى أَلِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ فَكَانَ عَقَالُ يَقُولُ لِعُرْوَةَ أَبْشِرْ فَإِنَّ عَفْرَاءَ امْرَأَتُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
فَلَمَّا بَلَغَا أَتَى عُرْوَةُ عَمَّةٍ لَهُ يُقَالُ لَهَا هِنْدٌ بِنْتُ مَهَاصِرَ فَشَكَا إِلَيْهَا حُبَّ عَفْرَاءَ وَقَالَ يَا عَمَّةُ إِنِّي أُكَلِّمُكِ وَإِنِّي أَسْتَحْيِي مِنْكِ وَلَكِنْ مَا أَفْعَلُ هَذَا حَتَّى ضِقْتُ ذَرْعًا بِمَا أَنَا فِيهِ فَذَهَبَتْ إِلَى أَخِيهَا فَقَالَتْ يَا أَخِي قَدْ أَتَيْتُكَ فِي حَاجَةٍ يَأْجُرُكَ اللَّهُ عَلَيْهَا تُزَوِّجُ عُرْوَةُ عَفْرَاءَ فَقَالَ مَا عَنْهُ مَذْهَبٌ وَلَكِنَّهُ لَيْسَ بِذِي مَالٍ وَلَيْسَتْ عَلَيْهِ عَجَلَةٌ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute