وَكَانَتْ أُمُّ عَفْرَاءَ لَا تُرِيدُ لَهَا إِلا مَنْ لَهُ مَالٌ فَخَطَبَ رَجُلٌ لَهُ مَالٌ عَفْرَاءَ فَأَتَى عُرْوَةُ عَمَّهُ فَقَالَ قَدْ عَرَفْتُ قَرَابَتِي وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلا يَخْطُبُ عَفْرَاءَ فَإِنْ تُجِبْهُ قَتَلْتَنِي فَقَالَ لَيْسَ أُخْرِجُهَا إِلَى غَيْرِكَ وَلَكِنْ أُمُّهَا تُرِيدُ مَهْرًا غَالِيًا فَاسْتَرْزِقِ اللَّهَ وَاضْطَرَبْ
فَخَرَجَ إِلَى ابْنِ عَمٍّ لَهُ مُوسِرٌ بِالْيَمَنِ وَاشْتَرَطَ عَلَى أَبَوَيْ عَفْرَاءَ أَنْ لَا يُحْدِثَا فِيهَا حَدَثًا فَضَمِنَا لَهُ ذَلِكَ وَذَهَبَ إِلَى ابْنِ عَمِّهِ فَوَصَلَهُ وَأَعْطَاهُ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ
وَاتَّفَقَ أَنْ رَجُلا خَطَبَ عَفْرَاءَ وَكَانَ ذَا مَالٍ فَاعْتَذَرَ أَبُوهَا إِلَيْهِ وَأَجَابَتْهُ أُمُّهَا وَصَرَفَتْ أَبَاهَا عَنْ رَأْيِهِ وَقَالَتْ قَدْ جَاءَ الْغَنِيُّ إِلَى بَابِنَا وَلَا نَدْرِي أعروة حَيّ أَمْ مَيِّتٌ وَهَلْ يَأْتِي بِشَيْءٍ أَمْ لَا
فَزَوَّجَهُ وَارْتَحَلَ بِهَا إِلَى الشَّامِ وَعَمَدَ أَبُوهَا إِلَى قَبْرٍ عَتِيقٍ فَجَدَّدَهُ وَسَوَّاهُ وَقَالَ الْحَقُّ كِتْمَانُ الْحَالِ
فَقَدِمَ عُرْوَةُ فَنَعَاهَا أَبُوهَا إِلَيْهِ فَجَعَلَ يَخْتَلِفُ إِلَى الْقَبْرِ أَيَّامًا ثُمَّ أُخْبِرَ بِالْحَالِ فَرَحَلَ إِلَى الشَّامِ فَنَزَلَ بِالرَّجُلِ وَهُوَ لَا يَعْرِفْهُ فَأَحْسَنَ ضِيَافَتَهُ ثُمَّ عَلِمَتْ بِهِ عَفْرَاءُ
وَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ تَرَكْتُمْ هَذَا فِي دَارِكُمْ يَفْضَحُكُمْ فَأَنْكَرَ الزَّوْجُ عَلَى هَذَا الْقَائِلِ وَاسْتَحَضْرَ عُرْوَةَ وَقَالَ لَا تَبْرَحُ مِنْ عِنْدِي ثُمَّ خَرَجَ وَتَرَكَهَا عِنْدَ عُرْوَةَ وَأَوْصَى خَادِمَ الْبَابِ بِحِفْظِ مَا يَقُولانِ فَقَالَ قَدْ أَجْمَلَ هَذَا الرَّجُلُ وَمَا أُقِيمُ بَعْدَ عِلْمِهِ وَإِنَّمَا أَرْحَلُ إِلَى مَنِّيَتِي ثُمَّ رَحَلَ فَتَنَاوَلَتْهُ الأَسْقَامُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute