للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَنِ الطَّعَامِ فَجَاءَتْكَ أُمُّكَ وَقَالَتْ لَكَ لِمَ تَغْتَمُّ عَلَى هَذِهِ الْقَحْبَةِ أَنَا أَهَبُ لَكَ جَارِيَتِي الْمُغَنِّيَةَ وَهِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا وَهِيَ بِكْرٌ وَصَالِحَةٌ وَتِلْكَ ثَيِّبٌ فَاجِرَةٌ وَأَجْلُوهَا عَلَيْكَ كَمَا يُفْعَلُ بِالْحَرَائِرِ وَأُجَهِّزُهَا مِنْ مَالِي وَمَالِ أَبِيكَ بِأَحْسَنِ مِنَ الْجِهَازِ الَّذِي نُقِلَ إِلَيْكَ فَلَمَّا سَمِعْتَ ذَلِكَ زَالَ غَمُّكَ وَأَجَبْتَهَا فَوَافَقْتَ عَلَى ذَلِكَ وَأَصْلَحَتِ الْجِهَازَ وَصَاغَتِ الْحُلِيَّ عَلَيْكَ وَأَوْلَدْتَهَا أَوْلادَكَ هَؤُلاءِ وَهِيَ الآنَ قَعِيدَةُ بَيْتِكَ

فَهَذَا بَابٌ وَاحِدٌ مِمَّا أَعْرِفْهُ مِنْ أُمِّكَ وَبَابٌ آخَرُ وَبَدَأَتْ تُحَدِّثُ فَقَالَ حَسْبِي حَسْبِي اقْطَعِي لَا تَقُولِي شَيْئًا لَعَنَ اللَّهُ تِلْكَ الْمَرْأَةَ وَلا رَحِمَهَا وَلَعَنَكِ مَعَهَا وَقَامَ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَبْكِي وَيَقُولُ خَرِبَ وَاللَّهِ بَيْتِي وَاحْتَجْتُ إِلَى مُفَارَقَةِ أُمِّ أَوْلادِي

وَأَخَذَ بِيَدِي وَقُمْتُ وَفِي قَلْبِي حَسْرَةٌ كَيْفَ لَمْ أَسْمَعْ بَاقِي مَا أَرَادَتِ الْعَجُوزُ أَنْ تُحَدِّثُنَا بِهِ

أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي البَّزَازُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ النُّصَيْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ النَّحْوِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيِّ بْنُ فَتْحٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ كُنْتُ سَنَةً مِنَ السِّنِينَ جَالِسًا فِي دَرْبِي إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ شَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ وَالْهَيْئَةِ وَعَلَيْهِ أَثَرُ نِعْمَةٍ فَسَأَلَ عَنْ دَارٍ فَارِغَةٍ فِي الدَّرْبِ يَكْتَرِيهَا وَكَانَ أَكْثَرُ الدَّرْبِ لِي فَقُمْتُ مَعَهُ إِلَى دَارٍ فِيهِ كَبِيرَةٍ حَسَنَةٍ فَارِغَةٍ فَأَرَيْتُهُ إِيَّاهَا فَاسْتَحْسَنَهَا وَوَزَنَ لِي أُجْرَتَهَا لِشَهْرٍ وَأَخَذَ الْمِفْتَاحَ فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ جَاءَ وَجَاءَ مَعَهُ غُلامٌ فَفَتَحَا الْبَابَ

<<  <   >  >>