للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَأَصْبَحْتَ كَالْمَقْمُورِ جَفْنُ سَلاحِهِ ... يُقَلِّبُ بِالْكَفَّيْنِ قَوْسًا وَأَسْهُمَا

وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ حَتَّى مَاتَ

أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلافِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ بِشْرَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِنْدِيّ قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد ابْن جَعْفَرٍ الْخَرَائِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الرِّيَاشِيُّ عَنِ الأَصْمَعِيِّ عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ خَرَجْتُ فِي طَلَبِ ضَالَّةٍ لِي فَبَيْنَا أَنَا أَدُورُ فِي أَرْضِ بَنِي عُذْرَةَ أَنْشُدُ ضَالَّتِي إِذَا بِبَيْتٍ مُعْتَزِلٍ عَنِ الْبُيُوتِ وَإِذَا فِي كَسْرِ الْبَيْتِ فَتًى شَابٌّ مُغْمَى عَلَيْهِ وَعِنْدَ رَأْسِهِ عَجُوزٌ لَهَا بَقِيَّةٌ مِنْ جَمَالٍ سَاهِيَةٌ تَنْظُرُ إِلَيْهِ

فَسَلَّمْتُ فَرَدَّتِ السَّلامَ فَسَأَلْتُهَا عَنْ ضَالَّتِي فَلَمْ يَكُ عِنْدَهَا مِنْهَا عِلْمٌ فَقُلْتُ أَيَّتُهَا الْعَجُوزُ مَنْ هَذَا الْفَتَى قَالَتِ ابْنِي ثُمَّ قَالَتْ هَلْ لَكَ فِي اجْرِ لَا مؤونة فِيهِ فَقُلْتُ وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّ الأَجْرَ وَإِنْ رُزِئْتُ فَقَالَتْ إِنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ يَهْوَى ابْنَةَ عَمٍّ لَهُ وَكَانَ عَلِقَهَا وَهُمَا صَغِيرَانِ فَلَمَّا كَبِرَا حُجِبَتْ عَنْهُ فَأَخَذَهُ شَبِيهٌ بِالْجُنُونِ ثُمَّ خَطَبَهَا إِلَى أَبِيهَا فَامْتَنَعَ مِنْ تَزْوِيجِهِ وَخَطَبَهَا غَيْرُهُ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ فَنَحَلَ جِسْمُ وَلَدِي وَاصْفَرَّ لَوْنُهُ وَذُهِلَ عَقْلُهُ فَلَمَّا كَانَ مُنْذُ خَمْسٍ زُفَّتْ إِلَى زَوْجِهَا فَهُوَ كَمَا تَرَى لَا يَأْكُلُ وَلا يَشْرَبُ مُغْمَى عَلَيْهِ فَلَوْ نَزَلْتَ إِلَيْهِ فَوَعَظْتَهُ

قَالَ فَنَزَلْتُ إِلَيْهِ فَلَمْ أدع شَيْئًا مِنَ الْمَوْعِظَةِ إِلا وَعَظْتُهُ حَتَّى أَنِّي قُلْتُ فِيمَا قُلْتُ إِنَّهُنَّ الْغَوَانِي صَاحِبَاتُ يُوسُفَ النَّاقِضَاتُ الْعَهْدِ وَقَدْ قَالَ فِيهِنَّ كُثَيِّرُ عَزَّةَ

هَلْ وَصْلُ عَزَّةَ إِلا وَصْلُ غَانِيَةٍ ... فِي وَصْلِ غَانِيَةٍ مِنْ وَصْلِهَا خُلْفُ

<<  <   >  >>