وَبِالإِسْنَادِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الأَعْرَابِيِّ قَالَ قَالَ الضَّبِّيُّ عَشِقَ كَامِلُ بْنُ الْوَضِينِ امْرَأَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَافِرٍ ابْنَةَ عَمِّهِ فَلَمْ يَزَلْ بِهِ الْعِشْقُ حَتَّى صَارَ كَالشَّنِ الْبَالِي فَشَكَا أَبُوهُ إِلَى أَبِيهَا مَا نَزَلَ بِابْنِهِ فَأَمَرَ فَحُمِلَ إِلَى دَارِهِ لِيُزَوِّجَهَا مِنْهُ وَلَمْ يَعْلَمْ كَامِلُ بْنُ الْوَضِينِ فَعَلِمَ فَقَالَ وَإِنَّ أَسْمَاءَ لَتَسْمَعُ كَلامِي قِيلَ نَعَمْ فَشَهِقَ شَهْقَةً وَقَضَى مَكَانَهُ فَقِيلَ لَهَا مَاتَ بِغُصَّةِ شَجَنِهِ قَالَتْ وَاللَّهِ لأَمُوتَنَّ بِمِثْلِهَا وَلَقَدْ كُنْتُ عَلَى زِيَارَتِهِ قَادِرَةً فَمَنَعَنِي مِنْهَا قُبْحُ ذِكْرِ الرِّيبَةِ وَمَرِضَتْ فَلَمَّا اشْتَدَّ بِهَا الْمَرَضُ قَالَتْ لأَشْفَقِ نِسَائِهَا عَلَيْهَا صَوِّرِي لِي مِثَالَهُ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزُورَهُ قَبْلَ مَوْتِي فَفَعَلَتْ فَلَمَّا وَصَلَتِ الصُّورَةُ اعْتَنَقَتْهَا وَشَهِقَتْ فَقَضَتْ فَطَلَبَ أَبُو الْفَتَى إِلَى أَبِيهَا أَنْ يَدْفِنَهَا بِالْقُرْبِ مِنْ قَبْرِ ابْنِهِ فَفَعَلَ وَكَتَبَ عَلَى قَبْرَيْهِمَا
بِنَفْسِي هُمَا لَمْ يُمَتَّعَا بِهَوَاهُمَا ... عَلَى الدَّهْرِ حَتَّى غُيِّبَا فِي الْمَقَابِرِ
أَقَامَا عَلَى غَيْرِ التَّزَاوُرِ بُرْهَةً ... فَلَمَّا أُصِيبَا قُرِّبَا بِالتَّزَاوُرِ
فَيَا حُسْنَ قَبْرٍ زَارَ قَبْرًا يُحِبُّهُ ... وَيَا زَوْرَةً جَاءَتْ بِرَيْبِ الْمَقَادِرِ
وَبِالإِسْنَادِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبَّاسٍ الصَّائِغُ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ قَالَ كَانَ فِينَا فَتًى ظَرِيفٌ غَزِلٌ وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَتَحَدَّثُ إِلَى النِّسَاءِ فَهَوَى جَارِيَةً مِنَ الْحَيِّ فَرَاسَلَهَا فَأَظْهَرَتْ لَهُ جَفْوَةً فَوَقَعَ مُضْنًى مُدْنِفًا وَظَهَرَ أَمْرُهُ وَتَبَيَّنَتْ دَنَفَهُ فَلَمْ يَزَلِ النِّسَاءُ مِنْ هله وَأَهْلِهَا يُكَلِّمُوَنَهَا فِيهِ حَتَّى أَجَابَتْهُ فَصَارَتْ إِلَيْهِ عَائِدَةً وَمُسَلِّمَةً فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمْ تَحَدَّرَتْ عَيْنَاهُ بِالدِّمُوعِ وَأَنْشَأَ يَقُولُ
أَرَيْتُكِ إِنْ مَرَّتْ عَلَيْكِ جَِنَازَتِي ... يلُوحُ بِهَا أَيْدٍ طُوَالٍ وَشُرَّعُ
أَمَا تَتْبَعِينَ النَّعْشَ حَتَّى تُسَلِّمِي ... عَلَى رَمْسِ مَيْتٍ فِي الْحَفِيرَةِ مُودَعِ
قَالَ فَبَكَتْ رَحْمَةً لَهُ وَقَالَتْ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ الأَمْرَ بَلَغَ بِكَ هَذَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute