للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَن الزبنبي زِيَادَةً ثُمَّ إِنَّ الْجَارِيَةَ لَمْ تَلْبَثْ أَنْ بُلِيَتْ بِبَلِيَّةٍ فِي جِسْمِهَا فَكَانَ الطَّبِيبُ يُقَطِّعُ مِنْ لَحْمِهَا أَرْطَالا وَكَانَ الطَّبِيبُ قَدْ عَرَفَ حَدِيثَهَا مَعَ الْفَتَى فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْطَعَ لَحْمَهَا يُحَدِّثُهَا بِحَدِيثِ الْفَتَى فَمَا كَانَتْ تَجِدُ لِقَطْعِ لَحْمِهَا أَلَمًا وَلا كَانَتْ تَتَأَوَّهُ فَإِذَا سَكَتَ تَأَوَّهَتْ فَلَمْ تَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى مَاتَتْ كَمَدًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الزَّيْنَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمَرْزُبَانِ قَالَ حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ عَمْرٍو الْبَاهِلِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أُمَيَّةَ قَالَ سَمِعْتُ مُعَافًى الْكُوفِيَّ يَقُولُ كَانَ عِنْدَنَا بِالْكُوفَةِ فَتًى مِنْ آلِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ وَكَانَ نَاسِكًا لَهُ وَرَعٌ وَكَانَ يَنْزِلُ فِي كِنْدَةَ وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَغْشَى مَجَالِسَ الذِّكْرِ فَيَبْكِي حَتَّى يَرِقَّ لَهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ وَيَبْكُونَ لِبُكَائِهِ وَكَانَ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ النُّطْقِ

قَالَ فَرَأَتْهُ امْرَأَةٌ مِمَّنْ كَانَ يَحْضُرُ الْمَجَالِسِ فَأَحَبَّتْهُ فَكَانَتْ لَا تَكَادُ تُفَارِقُ الْمَجَالِسَ الَّتِي تَعْلَمُ أَنَّهُ يَحْضَرُهَا فَإِذَا انْصَرَفَ قَامَتْ لَهُ بِالطَّرِيقِ فَإِذَا مَرَّ بِهَا تَنَفَسَّتِ الصَّعْدَاءَ ثُمَّ قَالَتْ

أَلا أَيُّهَا الْمَاشِي بِسَمْتٍ وَهَيْئَةٍ ... وَوَجْهٍ جَمِيلٍ مَا لَنَا فِيكَ مَطْمَعُ

أَمُوتُ وَأَحْيَا عِنْدَ ذِكْرِكَ تَارَةً ... فَفِي الْقَلْبِ مِنِّي حُرْقَةٌ لَيْسَ تُرْفَعُ

أَلَيْسَ عَجِيبًا عَاشِقٌ يَكْتُمُ الْهَوَى ... يُعَلِّلُ بِالآمَالِ قَلْبًا يُقَطَّعُ

بِمَنْ لَيْسَ يَدْرِي أَنَّنِي فِي وِثَاقِهِ ... بِرَوْضَةِ أَحْزَانٍ بِهَا الْحُزْنُ يُزْرَعُ

قَالَ ثُمَّ تَوَلَّى فَكَانَ هَذَا دَأَبُهَا حِينًا وَالْفَتَى فِي غَفْلَةٍ لَا يَعْلَمُ بِشَيْءٍ مِنْهُ

<<  <   >  >>