ثُمَّ زَفَرَ زَفْرَةً فَمَاتَ فَدَفَنْتُهُ فِي مَوْضِعِهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَأَخْبَرْتُهُمُ الْخَبَرَ فَأَقَامَتِ الْجَارِيَةُ بَعْدَهُ ثَلاثًا لَا تُطْعَمُ ثُمَّ مَاتَتْ
أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلافِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ بِشْرَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الرَّبْعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُتْبِيُّ عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ قَالَ رَأَيْتُ امْرَأَةً مُنْحَطَّةً عَلَى قَبْرٍ وَهِيَ تَقُولُ
فَيَا قَبْرُ لَوْ شَفَّعْتَنِي فِيهِ مَرَّةً ... فَأَخْرَجْتَهُ مِنْ ظُلْمَةِ الْقَبْرِ وَاللَّحْدِ
فَكُنْتُ أَرَى هَلْ غَيَّرَ التُّرْبِ وَجْهَهُ ... وَهَلْ عَاثَ دُودُ اللَّحْدِ فِي ذَلِكَ اللَّحْدِ
فَقُلْتُ لَهَا مَنْ صَاحِبُ الْقَبْرِ مِنْكِ قَالَت ابْن عَمٍّ لِي تَزَوَّجَنِي فَطَفِقَ لَا يَرْوَى مِنِّي وَلا أَنْهَلُ مِنْهُ حَتَّى كَانَ الْعَامُ الْمَاضِي وَغَزَتْنَا سُلَيْمٌ وَلَيْسَ فِي الْحَيِّ غَيْرِي وَغَيْرُهُ فَخَرَجَ يَحْمِي وَهُوَ يَقُولُ
نَعَتْنِي زُبَيْدٌ إِنْ شَكَوْتُ حَلِيلَتِي ... طِعَانِي وَكَرِّي مَا إِذَا الْخَيْلُ كَرَّتِ
فَإِنْ مِتُّ فَاغْزِي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... بِذِكْرِي وَلا تَنْسِي أُمَيْمَةُ خُلَّتِي
فَوَاللَّهِ مَا بَرِحَ يُقَاتِلُ حَتَّى قُتِلَ
قُلْتُ فَكَمْ سَنَةٍ كَانَتْ لَهُ قَالَتْ أَنَا أكبر مِنْهُ ولي تسع عشر سَنَةً وَاللَّهِ لَا شَمِمْتُ رُوحَ الدُّنْيَا أَكْثَرَ مِنْ هَذِهِ السَّاعَةِ فَظَنَنْتُهَا هَازِئَةً فَلَمَّا أَصْبَحْتُ رَأَيْتُ جَِنَازَةً فَسَأَلْتُ عَنْهَا فَقِيلَ لِي هَذِهِ الْجَارِيَةُ الَّتِي كَانَتْ تُحَدِّثُكَ بِالأَمْسِ عِنْدَ الْقَبْرِ عَنْ بَعْلِهَا وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَّتْ لِبَعْلِهَا وَصَدَقَتْ فِي نَفْسِهَا
وَبِالإِسْنَادِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ الْعُمَرِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ رَأَيْتُ جَارِيَةً عِنْدَ قَبْرٍ وَهِيَ تَقُولُ
بِنَفْسِي فَتًى أَوْفَى الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا ... وَأَقْوَاهُمُ فِي الْمَوْتِ صَبْرًا عَلَى الْحُبِّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute