للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَالَ ابْنُ خَلَفٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ كَانَ الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّغْلَبِيُّ مِنْ أَهْلِ الأَدَبِ وَالظُّرْفِ فَوَاصَلَتْهُ جَارِيَةٌ وَكَانَ يُظْهِرُ لَهَا مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ وَهِيَ عَلَى غَايَةِ الْعِشْقِ لَهُ فَمَاتَتْ عِشْقًا لَهُ فَأَسِفَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ جَفَائِهِ لَهَا وَإِعْرَاضِهِ عَنْهَا فَرَآهَا لَيْلَةً فِي مَنَامِهِ وَهِيَ تَقُولُ

أَتَبْكِي بَعْدَ قَتْلِكَ لِي عَلَيَّا ... فَهَلا كَانَ ذَا إِذْ كُنْتُ حَيَّا

سَكَبْتَ دُمُوعَ عَيْنِكَ لِي عَلَيَّا ... وَمَنْ قَبْلِ الْمَمَاتِ تُسِي إِلَيَّا

فَيَا قَمَرًا بَرَى جِسْمِي وَرُوحِي ... وَيَقْتُلُنِي وَمَا أَبْقَى عَلَيَّا

أَقِلَّ مِنَ النِّيَاحَةِ وَالْمَرَائِي ... فَإِنِّي مَا أَرَاكَ صَنَعْتَ شَيَّا

فَزَادَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الأَسَفِ وَالْغَمِّ وَالْبُكَاءِ حَتَّى فَاضَتْ نَفْسُهُ فَمَاتَ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُعَمَّرِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ الْحَسَنِ الْهَمَذَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ أَنْشَدَنَا جَدِّي قَالَ أَنْشَدَنِي جَعْفَرُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ أَنْشَدَنِي ابْنُ مَسْرُوقٍ قَالَ أَنْشَدَنِي الْبَرْجَلانِيُّ

ذَكَرْتُ فَتَى فِيمَا مَضَى كَانَ عَاشِقًا ... فَغَادَرَهُ رَيْبُ الزِّمَانِ فَخَانَهُ

فَعَاشَ كَئِيبًا مُدْنِفًا فِي حَيَاتِهِ ... إِلَى أَنْ مَضَى لَمْ يَعْرِفِ النَّاسَ شَانَهُ

بَلَى قَالَ عِنْدَ الْمَوْتِ وَاحَسْرَتِي عَلَى ... فَتَى لَا أُسَمِّيهِ وَعَضَّ بَنَانَهُ

وَقَلَّبَ طَرْفَيْهِ وَنَكَّسَ رَأْسَهُ ... وَأَنَّ بِشَهْقَاتٍ وَمَاتَ مَكَانَهُ

فَيَا أَهْلَ وُدِّي هَكَذَا الْحُبُّ فِي الْهَوَى ... وَلَكِنَّ مَا هَذَا الزَّمَانُ زَمَانَهُ

أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ قَالَتْ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْجَازِرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ النَّحْوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا

<<  <   >  >>