للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَقَالَ قُمْ بِنَا إِلَيْهِ حَتَّى أُشَاهِدُهُ وَأَنْظُرُ حَالَهُ فَقُمْنَا جَمِيعًا وَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَلَمَّا دَخَلَ مَوْلَى الْجَارِيَةِ وَرَآهُ وَشَاهَدَ مَا هُوَ عَلَيْهِ لَمْ يَتَمَالَكْ أَنْ رَجَعَ إِلَى دَارِهِ فَأَخْرَجَ ثِيَابًا حَسَنَةً سَرِيَةً وَقَالَ أَصْلِحُوا فُلانَةَ وَلَبِّسُوهَا هَذِهِ الثِّيَابَ وَاصْنَعُوا مَا تَصْنَعُونَ بِهَا أَيَّامَ الْمَوْسِمِ فَفَعَلُوا بِهَا ذَلِكَ فَأَخَذَ بِيَدِهَا وَأَخْرَجَهَا إِلَى السُّوقِ وَنَادَى فِي النَّاسِ فَاجْتَمَعُوا فَقَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ وَهَبْتُ جَارِيَتِي فُلانَةَ لِهَذَا وَمَا عَلَيْهَا ابْتِغَاءَ مَا عِنْدَ الله

ثمَّ قَالَ لِلْفَتَى تَسَلَّمْ هَذِهِ الْجَارِيَةُ فَهِيَ هَدِيَةٌ مِنِّي إِلَيْكَ بِمَا عَلَيْهَا

فَجَعَلَ النَّاسُ يَعْذُلُونَهُ وَيَقُولُونَ وَيْحَكَ مَا صَنَعْتَ قَدْ بُذِلَ لَكَ فِيهَا الرَّغَائِبَ فَلَمْ تَبِعْهَا وَوَهَبْتَهَا لِهَذَا فَقَالَ إِلَيْكُمْ عَنِّي فَإِنِّي أَحْيَيْتُ كُلَّ مَنْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجَرَيْرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الأَزْهَرِ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي يُوسُفَ الْقَاضِي فَحَدَّثَنِي قَالَ بَيَّنَّا أَنَا الْبَارِحَةَ قَدْ أَوَيْتُ إِلَى فِرَاشِي فَإِذَا دَاقٌّ يَدُقُّ الْبَابَ دَقًّا شَدِيدًا فَأَخَذْتُ عَلَيَّ إِزَارِي وَخَرَجْتُ فَإِذَا هَرْثَمَةُ بْنُ أَعْيَنَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْتُ يَا أَبَا حَاتِمٍ لِي بِكَ حُرْمَةٌ وَهَذَا وَقْتٌ كَمَا تَرَى وَلَسْتُ آمَنُ أَنْ يَكُونَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ دَعَانِي لأَمْرٍ مِنَ الأُمُورِ فَإِنْ أَمْكَنَكَ

<<  <   >  >>