وَقد تبلغ عداوات أهل الْبدع لغَيرهم من أهل الِاتِّبَاع فَوق عداواتهم للْيَهُود وَالنَّصَارَى، وَلَا شكّ أَن أَوْلِيَاء الله سُبْحَانَهُ لَهُم من منصب الْإِيمَان وَالْعلم والاتباع للنصيب الأوفر.
فأعداؤهم يكثرون لِكَثْرَة مَا منحهم الله من الْخِصَال الشَّرِيفَة، ويحسدونهم زِيَادَة على مَا يحسدون أهل الْفَضَائِل لاجتماعها لديهم، مَعَ فوزهم بِالْقربِ من الله بِمَا فتح الله عَلَيْهِم بِهِ من طاعاته، فرائضها، ونوافلها.
وهم أَيْضا يكْرهُونَ أَعدَاء الله لوُجُود المقتضيات ليدهم لكراهتهم؛ من الْإِيمَان وَالْعلم وَالْعَمَل الصَّالح، وتقوى الله سُبْحَانَهُ على الْوَجْه الأتم.