تَعديَة الْفِعْل الْمُقدر
(٩٤) وَفِي حَدِيثه أَيْضا أَنه قَالَ: " يَا أَبَا ذَر كَيفَ تصنع إِذا خرجت من الْمَدِينَة؟ " قلت: السعَة والدعة.
(أ) الْجيد النصب على تَقْدِير آتِي السعَة والدعة؛ لِأَنَّهُ جَوَاب كَيفَ تصنع؟ فَكَأَنَّهُ قَالَ: أصنع السعَة والدعة، وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي تَمام الحَدِيث حِين قَالَ لَهُ: كَيفَ تصنع؟ فَقَالَ: إِلَى السعَة والدعة. فَكَأَنَّهُ قَالَ: أذهب إِلَى السعَة والدعة. وَهَذَا إِعْمَال الْفِعْل أَيْضا إِلَّا أَنه عداهُ بِحرف الْجَرّ.
تَوْجِيه رِوَايَة أَو خير من ذَلِك بِالرَّفْع وَالنّصب
(ب) وَفِيه عِنْد قَوْله للنَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " أَضَع سَيفي على عَاتِقي " قَالَ: " أَو خير من ذَلِك "
قَالَ الشَّيْخ رَحمَه الله: تَقْدِيره: أَو صنيعك خير من ذَلِك ثمَّ فسره بقوله: " تسمع وتطيع " وَلَو نصب على تَقْدِير تصنع خيرا من ذَلِك جَازَ.
تَوْجِيه كَيفَ أَنْت وأئمة بِالرَّفْع وَالنّصب
(٩٥) وَفِي حَدِيثه قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: " كَيفَ أَنْت وأئمة من بعدِي يستأثرون بِهَذَا الْفَيْء؟ ".
قَالَ الشَّيْخ رَحمَه الله: يجوز رفع أَئِمَّة على أَنه مُبْتَدأ، وَمن بعدِي صفة، ويستأثرون الْخَبَر، وَكَانَ الرّفْع أَجود؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ قبله فعل فَتكون الْوَاو بِمَعْنى " مَعَ " فتقوى الْفِعْل فتنصب.
وَيجوز النصب على تَقْدِير: كَيفَ تصنع أَنْت مَعَ أَئِمَّة هَذِه صفتهمْ؟ فَيكون مَفْعُولا مَعَه.
تَوْجِيه رِوَايَة " غير الدَّجَّال أخوف على أمتِي " وَبَيَان المُرَاد
(٩٦) وَفِي حَدِيثه: (كنت مخاصر النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] يَوْمًا إِلَى منزله فَسَمعته يَقُول: " غير الدَّجَّال أخوف على أمتِي من الدَّجَّال " فَلَمَّا خشيت أَن يرحل قلت: يَا رَسُول الله، أَي شَيْء أخوف على أمتك من الدَّجَّال؟ قَالَ: " الْأَئِمَّة المضلين ".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute