قَالَ ابْن الْأَعرَابِي فَرد الرجل إِذا تفقه وَاعْتَزل النَّاس وخلا لمراعاة الْأَمر وَالنَّهْي وَقَالَ القتيبي هم الَّذين هلك أقرانهم ولداتهم من النَّاس وطالت أعمارهم وانفردوا لذكر الله عز وَجل وعبادته قَالَ الْأَزْهَرِي هم المنقطعون عَن النَّاس بِذكر الله قَالَ وَتَفْسِيره فِي الحَدِيث قيل يَا رَسُول الله وَمَا المفردون قَالَ الذاكرون الله كثيرا وَالذَّاكِرَات فَكَأَن تَقْدِيره المفردون أنفسهم لذكر الله والفارد والفرد فِي اللُّغَة الثور الوحشي لانفراده عَن الْأنس بالإنس وَيُقَال ظَبْيَة فارد إِذا انْقَطَعت عَن القطيع وأفراد النُّجُوم الدراري الَّتِي فِي السَّمَاء ويصححه على هَذَا فَرد فَهُوَ فارد وأفرد فَهُوَ مُفْرد إِذا انْفَرد وَقد رُوِيَ هَذَا الحَدِيث وَفِيه قَالُوا وَمَا المفردون قَالَ
الَّذين أهتروا بِذكر الله
وَفِي رِوَايَة أُخْرَى
المستهترون بِذكر الله
يَعْنِي الَّذين أولعوا بِهِ وداموا عَلَيْهِ وَقيل أهتروا فِي ذكر الله أَي كبروا فِي طَاعَة الله وَهلك لداتهم وأقرانهم يُقَال أهتر الرجل فَهُوَ مهتر إِذا أسقط من كَلَامه من الْكبر والهتر سقط الْكَلَام كَأَنَّهُ لم يزل فِي ذكر