بِاللِّسَانِ مجَازًا وَقَوله تَعَالَى {الَّذين إِن مكناهم فِي الأَرْض أَقَامُوا الصَّلَاة} إِلَى آخِره هُوَ ثَنَاء وَقيل بلَاء
(وَالثنَاء عِنْد الْمُحَقِّقين تَعْرِيف من المثني للمثنى عَلَيْهِ من حَيْثُ هُوَ مثنى عَلَيْهِ بِالنِّسْبَةِ للمثني أَي مثن كَانَ، وَأي مثنى عَلَيْهِ كَانَ
وَحَقِيقَة الذّكر التَّام التَّصْرِيح بِمَا يدل على الْمَذْكُور دلَالَة تَامَّة ويعرب عَن ذَاته، واستحضار الذاكر الْمَذْكُور فِي نَفسه أَو حُضُوره مَعَه والحضور والاستحضار عبارَة عَن استجلاء الْمَعْلُوم
فحاصله أَيْضا رَاجع إِلَى الْعلم؛ فَهُوَ من وَجه غير مُغَاير للثناء، لَكِن بِالنِّسْبَةِ لمن يذكر الْحق ذكر معرفَة وتعريف)
ثمَّ: للْعَطْف مُطلقًا، سَوَاء كَانَ مُفردا أَو جملَة
وَإِذا ألحق التَّاء تكون مَخْصُوصَة بعطف الْجمل
وَلَا يجوز فِي (ثمَّ) العاطفة مَا جَازَ فِي (شدّ) و (مد) من اللُّغَات الثَّلَاث
وَفِي (ثمَّ) تراخ، وَهُوَ أَن يكون بَين المعطوفين مهلة دون الْفَاء والتراخي فِي (ثمَّ) عِنْد أبي حنيفَة فِي التَّكَلُّم؛ وَعند صَاحِبيهِ فِي الحكم؛ وَوُجُوب دلَالَة (ثمَّ) على التَّرْتِيب مَعَ التَّرَاخِي مَخْصُوص بعطف الْمُفْرد
والتراخي الرتبي لَيْسَ معنى (ثمَّ) فِي اللُّغَة وَغَيرهَا، بل يُطلق عَلَيْهِ (ثمَّ) مجَازًا
وَقد يَجْعَل تغاير البحثين والكلامين بِمَنْزِلَة التَّرَاخِي فِي الزَّمَان، فيستعمل لَهُ (ثمَّ) ؛ وَهُوَ أصل فِي الزَّمَان فَمَا أمكن لَا يصرف عَنهُ إِلَى غَيره
وَلَفْظَة (ثمَّ) أبلغ من الْوَاو فِي التقريع كَمَا فِي: {ثمَّ اتخذتم الْعجل}
وَقد يكون ظرفا؛ بِمَعْنى (هُنَاكَ) ، كَمَا فِي مثل قَوْلك: (الشَّخْص سَواد الْإِنْسَان ترَاهُ من بعد ثمَّ اسْتعْمل فِي ذَاته)
وَقد يَجِيء لمُجَرّد الاستبعاد، كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {يعْرفُونَ نعْمَة الله ثمَّ يُنْكِرُونَهَا} وَقد يَجِيء بِمَعْنى التَّعَجُّب نَحْو: {الْحَمد لله الَّذِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَجعل الظُّلُمَات والنور ثمَّ الَّذين كفرُوا برَبهمْ يعدلُونَ} وَبِمَعْنى الِابْتِدَاء نَحْو: {ثمَّ أَوْرَثنَا الْكتاب الَّذين اصْطَفَيْنَا من عبادنَا} وَبِمَعْنى الْعَطف وَالتَّرْتِيب نَحْو: {إِن الَّذين آمنُوا ثمَّ كفرُوا ثمَّ آمنُوا}
وَبِمَعْنى (قبل) نَحْو: {إِن ربكُم الله الَّذِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام ثمَّ اسْتَوَى على الْعَرْش} أَي: فعل ذَلِك قبل استوائه على الْعَرْش و (ثمَّ) فِي قَوْله تَعَالَى: (ثمَّ كلا سَوف