للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَفِي عرف الشَّرْع: كل يَوْم إِلَى مثله من الْقَابِل بالشهور الْهِلَالِيَّة

وَالْعَام: من أول الْمحرم إِلَى آخر ذِي الْحجَّة

والشهر: مِقْدَار حُلُول الْقَمَر الْمنَازل الثماني وَالْعِشْرين وَقد يَجِيء بِمَعْنى الْهلَال، لِأَنَّهُ يكون فِي أول الشَّهْر

وَالسّنة، بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيف: ابْتِدَاء النعاس فِي الرَّأْس، فاذا خالط الْقلب صَار نوما وَفِي قَوْله تَعَالَى: {لَا تَأْخُذهُ سنة وَلَا نوم} الْمَنْفِيّ أَولا إِنَّمَا هُوَ الْخَاص، وَثَانِيا الْعَام، وَيعرف ذَلِك من قَوْله: (لَا تَأْخُذهُ) أَي: لَا تغلبه، فَلَا يلْزم من عدم أَخذ السّنة الَّتِي هِيَ قَلِيل من نوم أَو نُعَاس عدم أَخذ النّوم، وَلِهَذَا قَالَ: (وَلَا نوم) بتوسط كلمة (لَا) تنصيصا على شُمُول النَّفْي لكل مِنْهُمَا، لَكِن بَقِي الْكَلَام فِي عدم الِاكْتِفَاء بِنَفْي أَخذ النّوم

قَالَ بَعضهم: هُوَ من قبيل التدلي من الْأَعْلَى إِلَى الْأَدْنَى كَقَوْلِه تَعَالَى: {لن يستنكف الْمَسِيح أَن يكون عبدا لله وَلَا الْمَلَائِكَة المقربون}

وَقيل: هُوَ من قبيل الترقي، فالقائل بالتدلي نظر إِلَى سلب السّنة، لِأَنَّهُ أبلغ من سلب النّوم

وَالْقَائِل بالترقي نظر إِلَى سلب أَخذهَا، لِأَنَّهُ لَيْسَ بأبلغ من سلب من أَخذه لما فِيهِ من الْقُوَّة

وَالْحق أَن المُرَاد بَيَان انْتِفَاء عرُوض شَيْء مِنْهُمَا لَهُ تَعَالَى، لَا لِأَنَّهُمَا قاصران بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْقُوَّة الإلهية فَإِنَّهُ بمعزل عَن مقَام التَّنْزِيه

وَتَقْدِيم السّنة للمحافظة على تَرْتِيب الْوُجُود الْخَارِجِي

السِّين: هِيَ إِذا دخلت على الْفِعْل الْمُسْتَقْبل وصلت بَينه وَبَين (أَن) الَّتِي كَانَت قبل دُخُولهَا من أدوات النصب فيرتفع حِينَئِذٍ الْفِعْل، وينتقل عَن (ان) كَونهَا الناصبة للْفِعْل إِلَى أَن تصير مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة، وَذَلِكَ كَقَوْلِه تَعَالَى: {علم أَن سَيكون مِنْكُم مرضى} أَي: علم أَنه سَيكون وَيُقَال لَهَا حرف تَنْفِيس، لِأَنَّهَا تنقل الْمُضَارع من الزَّمن الضّيق: وَهُوَ الْحَال، إِلَى الْوَاسِع أَي: الِاسْتِقْبَال

وتجيء لمعان كالطلب والتحويل والإصابة على صفة، والاعتقاد وَالسُّؤَال وَالتَّسْلِيم وَالْوَقْف بعد كَاف الْمُؤَنَّث نَحْو (اكرمتكس) وَتسَمى سين الكسكسة

وتجيء للتلطيف: كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {فسنيسره لليسرى} وَالْمرَاد بالتلطيف ترقيق الْكَلَام، بِمَعْنى أَن لَا يكون نصبا فِي الْمَقْصُود، بل يكون مُحْتملا لغيره فَهُوَ كالشيء الرَّقِيق الَّذِي يُمكن تَغْيِيره وبسهل، ويقابله الكثيف، بِمَعْنى أَن يكون نصا فِي الْمَقْصُود، لِأَنَّهُ لَا يُمكن تَغْيِيره فَهُوَ كالكثيف الَّذِي لَا يُمكن فِيهِ ذَلِك، فالمقصود هَهُنَا أَن التَّيْسِير حَاصِل فِي الْحَال، لَكِن أُتِي بِالسِّين الدَّالَّة على الِاسْتِقْبَال وَالتَّأْخِير لتلطيف الْكَلَام وترقيقه لاحْتِمَال أَن لَا يكون التَّيْسِير حَاصِلا فِي الْحَال لنكات تَقْتَضِي ذَلِك

وَالسِّين للاستقبال الْقَرِيب مَعَ التَّأْكِيد، كَمَا أَن (سَوف) للاستقبال الْبعيد

و (سَوف) فِي قَوْله تَعَالَى: (فَسَوف

<<  <   >  >>