للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يدل إِطْلَاق السّنة على أَنَّهَا طَريقَة النَّبِي

وَقد تطلق السّنة على الثَّابِت بهَا كَمَا رُوِيَ عَن أبي حنيفَة أَن الْوتر سنة، وَعَلِيهِ يحمل قَوْله " عيدَان اجْتمعَا، احدهما فرض وَالْآخر سنة " أَي: وَاجِب بِالسنةِ

وَالسّنة بِمَعْنى الطَّرِيقَة المسلوكة فِي الدّين، تنتظم الْمُسْتَحبّ والمباح، بل الْوَاجِب وَالْفَرْض أَيْضا

وَالسّنة المصطلحة بِخِلَافِهَا، فَإِنَّهَا مُقَابلَة للأربعة الْمَذْكُورَة

وَالسّنة مُؤَقَّتَة، ويلام بِتَرْكِهَا، ومحتاج إِلَى النِّيَّة بِلَفْظ السّنة، بِخِلَاف النَّفْل فِي ذَلِك كُله

وَسنة الْهدى: أَي مكمل الدّين وَيُقَال لَهَا السّنة الْمُؤَكّدَة كالأذان وَالْإِقَامَة، وَالسّنَن الرَّوَاتِب حكمهَا كالواجب الْمُطَالبَة فِي الدُّنْيَا، إِلَّا أَن تَارِك الْوَاجِب يُعَاقب وتاركها يُعَاتب، وَهُوَ الْمَشْهُور، لَكِن فِي " المسعودية ": من اعْتقد وَلم يعْمل فَهُوَ مُؤمن عَاص وَفِي " التَّلْوِيح ": ترك السّنة الْمُؤَكّدَة قريب من الْحَرَام فَيسْتَحق حرمَان الشَّفَاعَة، إِذْ معنى الْقرب إِلَى الْحُرْمَة أَنه يتَعَلَّق بِهِ مَحْذُور دون اسْتِحْقَاق الْعقُوبَة بالنَّار

وَالسّنَن الزَّائِدَة على الْهدى كأذان الْقَاعِد الْمُنْفَرد والسواك وَصَلَاة اللَّيْل والنوافل الْمعينَة وَالْأَفْعَال الْمَعْهُودَة فِي الصَّلَاة وخارجها لَا يُعَاقب تاركها كالندب والتطوع

وَسنة الْعين كالرواتب وَالِاعْتِكَاف

وَسنة الْكِفَايَة كسلام وَاحِد من جمع

وَسنة عبَادَة وَاتِّبَاع كَالطَّلَاقِ فِي طهر بِلَا وضوء

وَسنة الْمَشَايِخ كالعدد التسع فِي الاستياك

وَأما النَّفْل فَهُوَ مَا فعله النَّبِي مرّة وَتَركه أُخْرَى

وَالْمُسْتَحب دون السّنَن الزَّوَائِد، لاشْتِرَاط الْمُوَاظبَة

وَالْأَدب كالنفل

وَسنة النَّبِي أقوى من سنة الصَّحَابَة، أَلا ترى أَن التَّرَاوِيح فِي رَمَضَان سنة الصَّحَابَة، فَإِنَّهُ لم يواظب عَلَيْهَا رَسُول الله، بل واظب عَلَيْهَا الصَّحَابَة، وَهَذَا مِمَّا ينْدب إِلَى تَحْصِيله ويلام على تَركه، وَلكنه دون مَا واظب عَلَيْهِ الرَّسُول، والمواظبة لم تثبت الْوُجُوب بِدُونِ الْأَمر بِالْفِعْلِ أَو الْإِنْكَار على التارك كَمَا قَالَه (الْمَبْسُوط الْبكْرِيّ)

والسني: مَنْسُوب إِلَى السّنة، حذف التَّاء للنسبة

{إِلَّا أَن تأتيهم سنة الْأَوَّلين} أَي: مُعَاينَة الْعَذَاب

{قد خلت من قبلكُمْ سنَن} أَي: مَضَت لكل أمة سنة ومنهاج، وَقيل: أُمَم

وَالسّنة: الْأمة قَالَ الشَّاعِر:

(مَا عاين النَّاس من فضل كفضلكم ... وَلَا رَأَوْا مثلكُمْ فِي سالف السّنَن)

وَالسّنة: بِالْفَتْح وَالتَّخْفِيف غَالب اسْتِعْمَالهَا فِي الْحول الَّذِي فِيهِ الشدَّة والجدب، بِخِلَاف الْعَام: فَإِن اسْتِعْمَاله فِي الْحول الَّذِي فِيهِ الرخَاء

وَالسّنة: مِقْدَار طُلُوع الشَّمْس البروج الاثْنَي عشر

<<  <   >  >>