أَو أَصْلِيَّة نَحْو: مَا كل مَا يتَمَنَّى الْمرة يُدْرِكهُ
وَإِمَّا الْمَنْفِيّ مقدما عَلَيْهَا سَوَاء كَانَت مَرْفُوعَة أَصْلِيَّة أَو تَابِعَة نَحْو: (مَا جَاءَنِي كل الْقَوْم) ، (وَمَا جَاءَنِي الْقَوْم كلهم) فِي الْمَنْفِيّ الْحَقِيقِيّ، (وَلَا يَأْتِ كل الْقَوْم) ، (وَلَا يَأْتِ الْقَوْم كلهم) فِي الْحكمِي أَو مَنْصُوبَة كَذَلِك نَحْو: (مَا ضربت كل الْقَوْم) ، (وَمَا ضربت الْقَوْم كلهم) فِي الْحَقِيقِيّ، وَنَحْو: (لاتضرب كل الْقَوْم) ، و (لَا تضرب الْقَوْم كلهم) فِي الْحكمِي أومؤخرا عَنْهَا سَوَاء كَانَت مَنْصُوبَة أَصْلِيَّة أَو تَابِعَة وَلَا مَرْفُوعَة بنوعيها فِي هَذَا الْقسم نَحْو: (الدَّرَاهِم كلهَا لم آخذ) ، و (كل الدَّرَاهِم لم آخذ) فِي الْحَقِيقِيّ وَنَحْو: (كل مَالك لَا تنْفق) ، و (مَالك كُله لَا تنْفق) فِي الْحكمِي
وَفِي صُورَة عدم الدُّخُول فِي حيّز النَّفْي عَم النَّفْي جَمِيع أَفْرَاد الْمَنْفِيّ عَنهُ الثُّبُوت أَو التَّعَلُّق فَلَا يفهم الثُّبُوت لبَعض وَلَا التَّعَلُّق بِهِ نَحْو قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي جَوَاب قَول ذِي الْيَدَيْنِ: أقصرت الصَّلَاة أم نسيت يَا رَسُول الله؟ " كل ذَلِك لم يكن " أَي فِي ظَنِّي
وَقد يسْتَعْمل (كل) فِي الْخُصُوص عِنْد الْقَرِينَة كَمَا تَقول: (دخلت السُّوق فاشتريت كل شَيْء) وَعَلِيهِ قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَد أريناه آيَاتنَا كلهَا}
وَالْكل المجموعي شَامِل للأفراد دفْعَة، وَهُوَ فِي قُوَّة الْبَعْض
وَالْكل الإفرادي شَامِل للأفراد على سَبِيل الْبَدَل يَعْنِي على الِانْفِرَاد إِذا دخل التَّنْوِين على مَدْخُول (كل) فَالْكل إفرادي
وَقد تكون (كل) للتكثير وَالْمُبَالغَة دون الْإِحَاطَة وَكَمَال التَّعْمِيم كَقَوْلِه تَعَالَى: {وجاءهم الموج من كل مَكَان} وَيُقَال: (فلَان يقْصد كل شَيْء، أَو يعلم كل شَيْء) ، وَعَلِيهِ قَوْله تَعَالَى: {وَأُوتِيت من كل شَيْء} ، {وكلا نقص عَلَيْك من أنباء الرُّسُل} وَالْمعْنَى: وكل نبأ نَقصه عَلَيْك من أنباء الرُّسُل مَا نثبت بِهِ فُؤَادك فَلَا يَقْتَضِي اللَّفْظ قصّ أنباء جَمِيع الرُّسُل
وَقد تحمل (كل) على معنى (من) لمشابهة بَينهمَا، فَإِنَّهَا إِذا أضيفت إِلَى مَا اتّصف بِصفة فعل أَو ظرف تَضَمَّنت معنى الشَّرْط للمشابهة فِي الْعُمُوم والإبهام وَكلمَة (كل) للإحاطة على سَبِيل الِانْفِرَاد وَكلمَة (من) توجب الْعُمُوم من غير تعرض بِصفة الِاجْتِمَاع والانفراد
وَكلمَة (جَمِيع) تتعرض بِصفة الِاجْتِمَاع وَعند قَوْلك: (كلهم) يثبت الْأَمر للاقتصار عَلَيْهِم، وَعند قَوْلك: (كل مِنْهُم) يثبت الْأَمر أَولا للْعُمُوم، ثمَّ استدركت بالتخصيص فَقلت: مِنْهُم وَعند قَوْلك: (كل) يثبت الْأَمر على الْعُمُوم وَتركت عَلَيْهِ
كل تلِي الْأَسْمَاء وتعمها صَرِيحًا وَلَا تعم الْأَفْعَال إِلَّا فِي ضمن تَعْمِيم الْأَسْمَاء و (كلما) بِالْعَكْسِ، و (كل) لَا توجب التّكْرَار بِخِلَاف (كلما) لِأَن (مَا) فِيهَا للجزاء ضمت إِلَى (كل) فَصَارَت أَدَاة لتكرار الْفِعْل [قَالَ أَبُو حَيَّان رَحمَه الله: التّكْرَار فِي (كلما) من عُمُوم (مَا) لِأَن الظَّرْفِيَّة يُرَاد بهَا الْعُمُوم و (كل)