للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هَذِه الْأَحْكَام أَن (لم) لنفي (فعل) ، و (لما) لنفي (قد فعل) ، يَعْنِي أَن الْمَنْفِيّ ب (لم) هُوَ فعل غير مقرون بقد و (لما) نفي لفعل مقرون بقد

قَالَ الزّجاج: إِذا قيل: قد فعل فلَان فَجَوَابه: لما يفعل

وَإِذا قيل: فعل فلَان فَجَوَابه: لم يفعل

وَإِذا قيل: قد فعل فَجَوَابه: مَا فعل

وَإِذا قيل: وَهُوَ يفعل فَجَوَابه: لَا يفعل

وَإِذا قيل: وَهُوَ يفعل فَجَوَابه: لن يفعل

وَلما بمعني إِلَّا، وَلَا يسْتَثْنى بِهِ إِلَّا الْأَشْيَاء كَمَا يسْتَثْنى ب (إِلَّا) وَأَخَوَاتهَا، فَتدخل على الْجُمْلَة الاسمية نَحْو قَوْله تَعَالَى: {إِن كل نفس لما عَلَيْهَا حَافظ} أَي: إِلَّا اسْتَقر عَلَيْهَا حَافظ وعَلى الْمَاضِي لفظا لَا معنى نَحْو: (أنْشدك الله لما فعلت) أَي: مَا أَسأَلك إِلَّا فعلك

(وَلما للتوقع فِي النَّفْي، كقد فِي الْإِثْبَات)

والمتعارف فِي جَوَاب (لما) الْفِعْل الْمَاضِي لفظا أَو معنى بِدُونِ الْفَاء

وَقد تدخل على قلَّة لما فِي (لما) من معنى الشَّرْط [وَقد يحذف جَوَابه كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غيابت الْجب} أَي: فعلوا بِهِ مَا فعلوا من الْأَذَى]

لم: كَأَنَّهُ مَأْخُوذ من (لَا) و (مَا) لِأَن (لم) لنفي الاسقبال لفظا والمضي معنى، فَأخذ اللَّام من (لَا) الَّتِي هِيَ لنفي الْمُسْتَقْبل، وَالْمِيم من (مَا) الَّتِي هِيَ لنفي الْمَاضِي، وَجمع بَينهمَا إِشَارَة إِلَى أَن فِي (لم) إِشَارَة إِلَى الْمُسْتَقْبل والماضي، وَقدم اللَّام على الْمِيم إِشَارَة إِلَى أَن (لَا) هِيَ أصل النَّفْي، وَلِهَذَا ينفى بهَا فِي أثْنَاء الْكَلَام

فَيُقَال: (لم يفعل زيد وَلَا عَمْرو) وَأما (لم) فمركبة من لَام الْجَرّ و (مَا) الاستفهامية، وَالْأَكْثَر على حذف ألفها مَعَ حرف الْجَرّ لِكَثْرَة استعمالهما مَعًا واعتناقهما فِي الدّلَالَة على المستفهم عَنهُ، وَخص هَذَا السُّقُوط بالاستفهامية لِأَنَّهَا تَامَّة، وألفها طرف والأطراف مَحل للحذف وَغَيره من التَّغْيِير، بِخِلَاف الموصولة فَإِنَّهَا نَاقِصَة تحْتَاج إِلَى مَا توصل بِهِ، وَهِي وَمَا توصل بِهِ كاسم وَاحِد، فألفها فِي حكم الْمُتَوَسّط، وَمَا أحسن قَول من قَالَ: دُخُول لم على الْمُضَارع كدخول الدَّوَاء المسهل على الْجَسَد، إِن وجد فضلَة أزالها، وَإِلَّا أَضْعَف الْبدن وَكَذَا (لم) إِن كَانَ الْمُضَارع فِيهِ عِلّة متوسطة أَو متطرفة أزالها، وَإِن كَانَ صَحِيحا أضعفه، لِأَنَّهُ يَنْقُلهُ من الْحَرَكَة إِلَى السّكُون

[وَالنَّفْي بلم لنفي الْمُمكن نَحْو: (لم يقم زيد) بِخِلَاف (لَا) ك (الْحجر لَا يطير) ]

وَالْجَوَاب الْمَنْفِيّ بلم لَا تدخل عَلَيْهِ الْفَاء

و (لم بِكَسْر اللَّام وَفتح الْمِيم يستفهم بِهِ، وَأَصله (مَا) وصلت بلام وَلَك أَن تدخل الْهَاء فَتَقول: لمه)

لن: هِيَ حرف نفي لحَدث الْمُضَارع، وَنصب للفظة، واستقبال لزمانه، وَلَا تفِيد تأبيد النَّفْي خلافًا للزمخشري، وَهُوَ دَعْوَى بِلَا دَلِيل إِذْ لَو كَانَت

<<  <   >  >>