للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأضاف إِلَيْهِمَا الْأَخْفَش ثَالِثا: وَهُوَ عَامل الصّفة، فَذهب إِلَى أَن الِاسْم يرْتَفع لكَونه صفة لمرفوع، وينتصب لكَونه صفة لمنصوب، وينجر لكَونه صفة لمجرور وَكَون صفة فِي هَذِه الْمَوَاضِع معنى يعرف بِالْقَلْبِ وَلَيْسَ للفظ فِيهِ حَظّ

(وكل مُبْتَدأ مَوْصُول بِفعل أَو ظرف، أَو نكرَة مَوْصُوفَة بهما، أَو مَوْصُوف بالموصول الْمَذْكُور فَإِنَّهُ يتَضَمَّن معنى الشَّرْط)

وكل مُبْتَدأ عقب ب (إِن) الوصلية فَإِنَّهُ يُؤْتى فِي خَبره ب (إِلَّا) الاستدراكية أَوب (لَكِن) مثل: (هَذَا الْكتاب وَإِن صغر حجمه لَكِن كثرت فَوَائده) وَذَلِكَ لما فِي الْمُبْتَدَأ بِاعْتِبَار تَقْيِيده ب (إِن) الوصلية من الْمَعْنى الَّذِي يصلح الْخَبَر استدراكا لَهُ واشتمالا على مُقْتَضى خِلَافه

والمبتدأ لَا يكون إِلَّا اسْما الْبَتَّةَ

وَقَوله تَعَالَى: {وَأَن تصبروا خير لكم} ، و {سَوَاء عَلَيْهِم أأنذرتهم} كل ذَلِك فِي التَّحْقِيق اسْم أَي صبركم وإنذارك

وكل مُبْتَدأ بعده مَرْفُوع مصدر بواو الْمَعِيَّة قصدا إِلَى الْإِخْبَار بالتقارن كَقَوْلِه: (كل رجل وضيعته) أَي: كل رجل مقرون هُوَ وضيعته، على أَن (ضيعته) عطف على الضَّمِير فِي الْخَبَر لَا على الْمُبْتَدَأ ليَكُون من تتمته فَلَا يَقع موقع الْخَبَر

وكل مُبْتَدأ مَوْصُول إِذا وصل بالمبتدأ وَالْخَبَر وَلم يكن فِي الصِّلَة طول وَكَانَ الْمُبْتَدَأ مضمرا لم يجز حذف الْمُبْتَدَأ وإبقاء الْخَبَر إِلَّا فِي ضَرُورَة الشّعْر

وَإِذا اشْتَمَل الْمُبْتَدَأ على فعل وَاقع موقع الشَّرْط أَو نَحوه مَوْصُوفا بظرف أَو شبهه، أَو فعل صَالح للشرطية، فَحِينَئِذٍ يدْخل الْفَاء فِي خَبره، وَكَذَا يجوز دُخُول الْفَاء فِي خبر مُبْتَدأ مُضَاف إِلَى مَوْصُوف بِغَيْر ظرف وَلَا جَار وَلَا مجرور وَلَا فعل صَالح للشرطية على حد حَدِيث: [الِابْتِدَاء] " كل أَمر ذِي بَال لم يبْدَأ بِالْحَمْد لله فَهُوَ أقطع " [وَقيل: معنى صِحَة دُخُول الْفَاء فِي خبر الْمُبْتَدَأ المتضمن بِمَعْنى الشَّرْط أَنه مَعَ قصد السَّبَبِيَّة وَاجِب وَمَعَ عَدمه مُمْتَنع] وَإِذا تضمن الْمُبْتَدَأ معنى الشَّرْط كَانَ خَبره كالجزاء لَهُ يتَوَقَّف على تحَققه توقف الْجَزَاء على تحقق الشَّرْط، وتضمنه لِمَعْنى الشَّرْط بِكَوْنِهِ مَوْصُولا صلته فعل، فَكَانَ الْجَزَاء متوقفا على الْفِعْل

والمبتدأ الْمُذكر إِذا أخبر عَنهُ بمؤنث يجوز أَن يعود عَلَيْهِ ضمير الْمُؤَنَّث فيؤنث لتأنيث خَبره وَلَا يجب توَافق الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر فِي التَّأْنِيث إِلَّا إِذا كَانَ الْخَبَر صفة مُشْتَقَّة غير مَا يتحد فِيهِ الْمُذكر والمؤنث، وَغير سَبَبِيَّة نَحْو: (هِنْد حَسَنَة) أَو فِي حكمهَا كالمنسوب أما فِي الجوامد فَيجوز نَحْو: (هَذِه الدَّار مَكَان طيب) ، (وَزيد نسبه عَجِيبَة)

والابتداء بالنكرة مجوز فِي الدُّعَاء نَحْو: {ويل لكل همزَة} فَإِنَّهُ لما كَانَ مصدرا سَادًّا مسد فعله المتخصص بصدوره عَن فَاعل معِين كَانَت النكرَة الْمَذْكُورَة متخصصة بذلك الْفِعْل، فساغ الِابْتِدَاء بهَا لذَلِك كَمَا قَالُوا فِي (سَلام عَلَيْك)

وَفِيمَا إِذا كَانَ الْكَلَام مُفِيدا نَحْو: (كَوْكَب انقض السَّاعَة) و (فِئَة تقَاتل فِي سَبِيل الله وَأُخْرَى

<<  <   >  >>