للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كَافِرَة} ، و (مَا أحسن زيدا) فَإِن (مَا) مُبْتَدأ، مَعَ أَنه نكرَة عد سِيبَوَيْهٍ، وَعند الْأَخْفَش أَيْضا فِي أحد قوليه و (أحسن) خَبره، وَفِيه ضمير رَاجع إِلَى (مَا) وَهُوَ فَاعله، والمنصوب بعده مَفْعُوله، وَذَلِكَ لِأَن التَّعَجُّب إِنَّمَا يكون فِيمَا يجهل سَببه، فالتنكير يُنَاسب معنى التَّعَجُّب وَكَذَا فِيمَا إِذا وَقع فِي معرض التَّفْصِيل كَقَوْلِك: (هُوَ إِمَّا كَذَا وَإِمَّا كَذَا) فَأول (كَذَا) مُبْتَدأ فِي اللَّفْظ وَالْمعْنَى نَحْو (زيد قَائِم) وَفِي اللَّفْظ دون الْمَعْنى نَحْو (أقائم زيد) ، وَفِي الْمَعْنى دون اللَّفْظ نَحْو: (تسمع بالمعيدي خير من أَن ترَاهُ)

الْمَفْعُول: كل اسْم انتصب بعد ذكر الْفَاعِل وَالْفِعْل فَهُوَ الْمَفْعُول وكل من الْمَفْعُول بِهِ، وَله، وَفِيه، يكون صَرِيحًا إِذا لم يكن بِحرف الْجَرّ، وَغير صَرِيح إِذا كَانَ بِحرف الْجَرّ

وَالْمَفْعُول الْمُطلق لَا يكون إِلَّا صَرِيحًا

وَالْمَفْعُول مَعَه لَا يكون إِلَّا غير صَرِيح

وكل مَا نصب الْمَفْعُول بِهِ نصب غَيره من المفاعيل وَلَا ينعكس

وَالْمَفْعُول بِهِ: هُوَ الْفَارِق بَين اللَّازِم والمتعدي، وَيكون وَاحِدًا إِلَى ثَلَاثَة، وَغَيره لَا يكون إِلَّا وَاحِدًا، فَإِن جِيءَ بِاثْنَيْنِ فعلى التّبعِيَّة وَأَنه لَا يتَأَوَّل بِغَيْرِهِ من المفاعيل وَغَيره يتَأَوَّل بِهِ

وَالْمَفْعُول لَهُ غَرَض للْفِعْل

وَالْمَفْعُول الْمُطلق هُوَ الْمصدر الْمَنْصُوب للتَّأْكِيد، أَو لعدد المرات، أَو لبَيَان النَّوْع، سمي مَفْعُولا مُطلقًا لصِحَّة إِطْلَاق صِيغَة الْمَفْعُول على كل فَرد مِنْهُ من غير تَقْيِيد بالجار بِخِلَاف المفاعيل الْبَاقِيَة

وَالْمَفْعُول أَعم من المفتعل، يُقَال لما لَا يقْصد الْفَاعِل إِلَى إيجاده وَإِن تولد مِنْهُ كحمرة اللَّوْن من الخجل

وكل مَا دخله حرف الْجَرّ فَهُوَ الْمَفْعُول بِهِ حَتَّى الْمَفْعُول فِيهِ، وَله عِنْد ذكر (فِي) وَاللَّام سَوَاء كَانَ الْحَرْف للتعدية كَمَا فِي (ذهبت بزيد) ، أَو للاستعانة كَمَا فِي (كتبت بالقلم) ، وَمِنْه (ضربت بِالسَّوْطِ)

وَالْمَفْعُول إِذا كَانَ ضميرا مُنْفَصِلا وَالْفِعْل مُتَعَدٍّ لوَاحِد وَجب تَأْخِير الْفِعْل نَحْو: {إياك نعْبد} وَلَا يجوز أَن يتَقَدَّم إِلَّا فِي ضَرُورَة، وَقد يجوز نصب الْفَاعِل وَرفع الْمَفْعُول عِنْد عدم الالتباس نَحْو: (خرق الثَّوْب المسمار) إِذا كَانَ مقدما على الْفَاعِل، وَلَا يجوز ذَلِك إِذا كَانَ مُؤَخرا عَنهُ

وَقد يَأْتِي الْمَفْعُول بِلَفْظ الْفَاعِل نَحْو: (سر كاتم) ، (مَكَان عَامر) وَفِي التَّنْزِيل: {لَا عَاصِم الْيَوْم من أَمر الله} {و} (حرما آمنا} وَقد يَأْتِي بِالْعَكْسِ نَحْو: {وعده مأتيا} {و} (حِجَابا مَسْتُورا}

الْمُتَعَدِّي: كل فعل كَانَ فهمه مَوْقُوفا على فهم غير الْفَاعِل فَهُوَ الْمُتَعَدِّي ك (ضرب) بِخِلَاف الزَّمَان وَالْمَكَان والغاية وهيئة الْفَاعِل وَالْمَفْعُول، لِأَن فهم الْفِعْل وتعقله بِدُونِ هَذِه الْأُمُور مُمكن

غير الْمُتَعَدِّي: وكل فعل لَا يتَوَقَّف فهمه على فهم

<<  <   >  >>