للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِهِ الْمَعْنى الْمُوجب للقبح بِحَيْثُ صَار وَصفا لَهُ لَا يتَصَوَّر انفكاكه عَنهُ مِثَاله من الْمُعَامَلَات بيع الرِّبَا، وَمن الْعِبَادَات صَوْم يَوْم الْعِيد] .

وَالنَّهْي للتَّحْرِيم نَحْو: {وَلَا تقتلُوا النَّفس} .

والكراهية نَحْو: {وَلَا تيمموا الْخَبيث} .

والتحقير نَحْو: {وَلَا تعتذروا قد كَفرْتُمْ} .

وَبَيَان الْعَاقِبَة نَحْو: {وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا} .

واليأس نَحْو: {لَا تعتذروا الْيَوْم} .

والإرشاد نَحْو: {لَا تسألوا عَن أَشْيَاء إِن تبد لكم تَسُؤْكُمْ} .

وَالْكَرَاهَة: لدرء مفْسدَة دينية.

والإرشاد: لدرء مفْسدَة دنيوية.

وَالدُّعَاء نَحْو: {لَا تُؤَاخِذنَا إِن نَسِينَا أَو أَخْطَأنَا} .

والتقليل نَحْو: {وَلَا تَمُدَّن عَيْنَيْك إِلَى مَا متعنَا بِهِ} أَي فَهُوَ قَلِيل.

وَقَوله تَعَالَى: {فَلَا يكن فِي صدرك حرج} من بَاب التشجيع.

والإخبار فِي معنى النَّهْي أبلغ من صَرِيح النَّهْي كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَلَا يضار كَاتب وَلَا شَهِيد} لما فِيهِ من إِيهَام أَن الْمنْهِي مسارع إِلَى الِانْتِهَاء وَكَذَا الْإِخْبَار فِي معنى الْأَمر كَقَوْلِك: (تذْهب إِلَى فلَان تَقول كَذَا كَذَا) . تُرِيدُ الْأَمر.

وَقَوْلهمْ: {ناهيك بِهِ} من النَّهْي. وَهُوَ صِيغَة مدح مَعَ تَأْكِيد طلب، كَأَنَّهُ ينهاك عَن طلب دَلِيل سواهُ.

يُقَال: (زيد ناهيك من رجل) أَي هُوَ ينهاك بجده وغنائه عَن تطلب غَيره. وَدخُول الْبَاء بِالنّظرِ إِلَى حَال الْمَعْنى كَأَنَّهُ قيل: اكتف بتسويته.

وناهيك مِنْهُ: أَي حَسبك وكافيك. كِلَاهُمَا مستعملان.

النّظر: هُوَ عباة عَن تقليب الحدقة نَحْو المرئي التماساً لرُؤْيَته. وَلما كَانَت الرُّؤْيَة من تَوَابِع النّظر ولوازمه غَالِبا أجري لفظ النّظر على الرُّؤْيَة على سَبِيل إِطْلَاق اسْم السَّبَب على الْمُسَبّب.

وَالنَّظَر: تَرْتِيب أُمُور مَعْلُومَة على وَجه يُؤَدِّي إِلَى استعلام مَا لَيْسَ بِمَعْلُوم.

فَقيل: النّظر عبارَة عَن حَرَكَة الْقلب لطلب علم عَن علم.

[وَاخْتلف فِي أَن الْعلم الْحَاصِل عقيب النّظر بِأَيّ طَرِيق هُوَ؟ فَقَالَت الْمُعْتَزلَة: ذَلِك بطرِيق التوليد وَهُوَ أَن يُوجب وجود شَيْء وجود شَيْء آخر كحركة الْمِفْتَاح بحركة الْيَد. ذكر صَاحب " التَّنْقِيح: فِي بَيَان مَذْهَب الْمُعْتَزلَة أَن الْعقل يُولد الْعلم بالنتيجة عقيب النّظر الصَّحِيح. وَقَالَ الْعَلامَة التَّفْتَازَانِيّ عَلَيْهِ الرَّحْمَة فِي " التَّلْوِيح ": وَقد يُقَال: إِن النّظر الصَّحِيح هُوَ الَّذِي يُولد النتيجة. وَذهب الْحُكَمَاء إِلَى أَن المبدأ الَّذِي تستند إِلَيْهِ الْحَوَادِث فِي عالمنا

<<  <   >  >>