الشمس؛ حيث يشير في أحد النصوص إلى قرص الشمس على أنه هو الإله آمون، وحينما تولى أمنحتب الثالث كان كهنة الإله آمون ما زالوا يتمتعون بالنفوذ الأعلى؛ ولذا أخذ يشجع الديانات الأخرى وخاصة عبادة الشمس التي كانت ذات مركز عظيم لا من عهد تحتمس الرابع فحسب بل من عهد الدولة القديمة أيضًا. ولم يكتف أمنحتب الثالث بمجرد تشجيع المعبودات القديمة؛ بل أخذ يعلي من شأنها وحاول إيجاد بعض العبادات الجديدة رغبة منه في الإقلال من شأن آمون؛ فأطلق على زورق كان يتنزه فيه اسم "إشراق آتون" وعين أكبر أبنائه، "وكان يدعى تحتمس" كبيرًا لكهنة الإله بتاح في منف، ومع كل فقد ظل نفوذ آمون وكهنته على شدته؛ غير أن مقاومة هذا النفوذ لم تكن لتجد تشجيعًا أو قبولًا لدى عامة المصريين، وعلى ذلك نجد أن أمنحتب الثالث حينما استحدث عبادة شخصه الحي وعبادة زوجته "تي" لم يجرؤ على البدء بهما علانية في مصر؛ بل بدأهما بعيدًا في السودان, وخاصة لأن عبادة الملك الحي لم يسبق لها وجود في مصر.
وكان أمنحتب الثالث ميالًا إلى تشييد العمائر التذكارية والمعابد والمباني الفخمة, ومن أهمها تلك المعابد التي شيدها في طيبة سواء في الشاطئ الشرقي أو الغربي للنيل والقصر الذي بناه لزوجته "تي" على الضفة الغربية للنيل قرب معبده الجنازي، وقد ألحق بهذا القصر بحيرة كبيرة كان يخرج للتنزه فيها مع زوجته في قاربه الذي سماه "إشراق آتون" وهو الذي أشرنا إليه فيما سبق.
وفي أواخر عهده أشرك معه في الحكم ولده الثاني "أمنحتب الرابع" الذي عرف فيما بعد باسم "إخناتون" لأن أكبر أبنائه الذي أشرنا إلى تعيينه كبيرًا لكهنة بتاح توفي دون أن يعتلي العرش، وفي تلك الأثناء كانت مملكة الحيثيين تقوى وتشتد وأخذت تستولي على بعض الإمارات التي كانت خاضعة