لمصر أو حليفة لها، وكان الأمر يتطلب وجود ملك قوي من طراز تحتمس الثالث أو أمنحتب الثاني لكي يحافظ على الإمبراطورية؛ لكن أمنحتب الثالث كان قد أصبح شيخًا محطمًا ولم يلبث أن مات وترك ولده الضعيف يحكم البلاد.
أمنحتب الرابع:
تدل شواهد الأحوال على أن أمنحتب الرابع حينما اشترك مع والده في الحكم كان متأثرًا بفكرة إحياء عبادة الشمس في صورة "آتون"؛ ولكنه كان يفهم هذا المعبود لا على أنه "قرص الشمس" بل على أنه القوة الكامنة فيه، وقد أقام لهذه الديانة معبدًا في طيبة التي كانت تعد مقر عبادة الإله آمون، ولا بد أن كهنة آمون لم يشعروا بالارتياح لهذا الاتجاه ونظروا إليه كخطر يتهدد نفوذهم؛ فأخذوا يثيرون المتاعب في وجه الملك حتى لا يتمادى فيه؛ ولكن الملك كان عنيدًا فاشتط في مسلكه وبدأت الحرب العوان بين الفريقين.
والواقع أن أمنحتب الرابع لم يكن في أول أمره متعصبًا كل التعصب للإله "آتون" بل كان يحترم كافة المعبودات؛ ولكنه كان يميل بصفة خاصة إلى تلك التي تتصل بعبادة الشمس مثل "رع" و"آتوم" و"حور آختي" أي أنه لم يكن مخترعًا لهذه الديانة؛ حيث إنها عرفت من قبل ولكنه رمز إلى معبودها بصورة جديدة جعلته في هيئة قرص الشمس الذي تتدلى منه أشعة تنتهي بأيدٍ تهب رمز الحياة، وفي ذلك إشارة إلى أن القوة الكامنة في الشمس تعطي الحياة للكائنات جميعها.
وعبادة الشمس هذه كانت تختلف عن عبادة آمون من حيث إنها عبادة عامة يمكن أن يشترك فيها العالم؛ لأنها تتعلق بظاهرة طبيعية يدركها البشر جميعًا، وقد جعل إخناتون من نفسه كبيرًا لكهنتها ولم يكن يدخل النساء في خدمتها، ولما بلغ النزاع أشده بين كهنة آمون وبين الملك اشتط هذا الأخير في محاربته