للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجاهلي وصدر الإسلام بعض الخصائص والأساليب البلاغية المتعارف عليها١، وهذا كله مما لا سبيل إلى الشك فيه.

وأما الأمر الثاني وهو هل تأثرت البلاغة العربية في نشأتها الأولى ببلاغة الأمم الأخرى؟ فيمكننا بسط الحديث فيه:

يذكر ابن الأثير أن الشعر والخطابة في الأدب العربي لم يتأثرا بثقافة اليونانية البيانية "فهذا شيء لم يكن ولا علم أبو نواس شيئًا منه ولا مسلم ولا أبو تمام ولا البحتري ولا المتنبي ولا غيرهم وكذلك جرى الحكم في أهل الكتابة كعبد الحميد وابن العميد"، ثم ينفي أن يكون هو قد تأثر في رسائله ومكاتباته بما ذكره علماء اليونان في حصر المعاني ويذكر أنه اطلع على ما كتبه ابن سينا في الخطابة والشعر فلم يوافق ذوقه واستجهله ورأى أن ما ذكره لغو لا يستفيد به صاحب الكلام العربي شيئًا٢، ويرى باحث محدث أنه كان للبلاغة اليونانية أثر في علم البلاغة العربي٣، ويرى باحث آخر أن أرسطو المعلم الأول للمسلمين في علم البيان٤، وأن الكتاب والمتكلمين الذين عاشوا في القرن الثاني وأثروا في البيان وتطوره جلهم من الأعاجم٥ وأن متكلمي المعتزلة كانوا بتضلعهم في الفلسفة اليونانية من مؤسسي البيان العربي٦ وأنه حتى منتصف القرن الثالث لم يوجد إلا بيان عربي واحد كان لا يزال في دور الطفولة وكان خصبًا جامعًا للروح العربي والفارسي واليوناني ثم وجد من ذلك الوقت بيانان: عربي بحت، ويوناني يجهر بالأخذ عن أرسطو، على أن البيان العربي الصرف قد تأثر باليونان٧. وترجم كتاب الخطابة في النصف الثاني من القرن.


١ ص٤ و٥ مجلة الأدب والفن نوفمبر ١٩٤٥ من مقال للأستاذ جب.
٢ ٢٠ المثل السائر.
٣ ١٧٧/ ١ ضحى الإسلام.
٤ ٣١ مقدمة نقد النثر.
٥ ص٦ المرجع نفسه.
٦ نفس المرجع.
٧ ١١ وما بعدها نفس المرجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>