للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤- الأسلوب الحكيم ١:

ومن خلاف المقتضى٢ ما سماه السكاكي الأسلوب الحكيم، وهو تلقي المخاطب٣ بغير ما يترقب٤ بحمل كلامه على خلاف مراده٥ تنبيها على أنه الأولى بالقصد، أو السائل٦بغير ما يتطلب بتنزيل سؤاله منزلة غيره تنبيها على أنه الأولى بحاله أو المهم له:

أما الأول فكقول القبعثري للحجاج لما قال له متوعدًا بالقيد: لأحملنك على الأدهم "مثل الأمير يحمل على الأدهم والأشهب"، فإنه أبرز وعيده في معرض الوعد، وأراه بألطف وجه أن من كان على


١ راجع ١٤٠ من المفتاح. ويدخل فيه الضرب الثاني من القول بالموجب ويدخل فيه بعض مثل المشاكلة كما يرى السبكي.
٢ أي من خلاف مقتضى الظاهر وإن لم تكن من مباحث المسند إليه.
٣ من إضافة المصدر للمفعول أي تلقي المتكلم للمخاطب أي تلقي المتكلم بالكلام الثاني للمخاطب به "وهو المتكلم بالكلام الأول"، والتلقي المواجهة.
٤ أي المخاطب. والباء في بغيره للتعدية، وفي "بحمل كلامه" للسببية.
٥ أي يحمل الكلام الصادر عن المخاطب على خلاف مراد المخاطب.
٦ عطف على المخاطب أي تلقي السائل. والفرق بينه وبين تلقي المخاطب. أن هذا مبني على السؤال بعكس ذلك. والأول قريب من أسلوب تجاهل العارف ومن أسلوب القول بالموجب.

<<  <  ج: ص:  >  >>