للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعويلًا على شهادة اللفظ من حيث الظاهر، وكم بين الشهادتين؟

وإما لاختيار تتنبه السامع له عند القرينة أو مقدار تنبهه١.

وإما لإيهام أن في تركه تطهيرًا له عن لسانك، أو تطهيرًا فللسانك عنه.

وإما ليكون لك سبيل إلى الإنكار إن مست إليه حاجة٢.

وإما؛ لأن الخبر لا يصلح إلا له حقيقة٣ أو ادعاء.

وإما لاعتبار آخر مناسب لا يهدي إلى مثله إلا العقل السليم والطبع المستقيم٤ كقول الشاعر:

قال لي: كيف أنت؟ قلت: عليل ... سهر دائم وحزن٥ طويل


١ هل يتنبه بالقرائن الخفية أو لا. والقرائن عند الحذف قد تكون واضحة وقد تكون خفية.
٢ كقولك فاسق فاجر عند قيام القرينة على أن المراد زيد ليتأتى لك أن تقول ما أردت زيدًا بل غيره.
٣ مثل: خالق لما يشاء. وهذا نص كلام المفتاح ص٧٦. ومثال ما لا يصلح الخبر إلا له ادعاء قولك: "وهاب الألوف" أي الأمير.
٤ ومرد ذلك إلى ذوق البليغ، ومنه ضيق المقام عن إطالة الكلام بسبب ضجر أو سآمة أو فوات فرصة أو محافظة على وزن أو سجع أو قافية أو ما أشبه ذلك كقول الصياد: "غزال" فإن المقام لا يسع أن يقال: هذا غزال فاصطادوه. وكالإخفاء عن غير السامع من الحاضرين مثل "جاء". ومنه قولهم بعد أن يذكروا الممدوح: "فتى من شأنه كذا وكذا"، وبعد أن يذكروا الديار والمنازل "ربع كذا وكذا".
٥ مثال للاحتراز عن العبث مع تخييل العدول إلى أقوى الدليلين والبيت سيأتي شاهدًا على شبه كمال الاتصال. وتجده في دلائل الإعجاز ص١٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>