للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الغيبة إلى الخطاب قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، إيَّاكَ نَعْبُدُ} [الفاتحة: ٤-٥] ١.

وقوله عبد الله بن٢ عمة:

ما٣ أن ترى السيد زيدًا في نفوسهم ... كما يراه بنو كوز ومرهوب

أن تسألوا الحق نعط الحق سائله ... والدرع محقبة والسيف مقروب

وأما قول امرئ القيس٤:

تطاول ليلك بالأثمد ... ونام الخلي ولم ترقد

وبات وباتت له ليلة ... كليلة ذي العائر الأرمد

وذلك من نبأ جاءني ... وخبرته عن أبي الأسود

فقال الزمخشري: فيه ثلاث التفاتات٥، وهذا ظاهر على تفسير السكاكي٦؛ لأن على تفسيره في كل بيت التفاتة، لا يقال الالتفات


١ مكان إياه نعبد.
٢ شاعر مخضرم. والسيد وزيد وكوز ومرهوب أحياء من ضبة.
٣ المعنى أن بني السيد لا يوجبون لبني زيد في نفوسهم من الحرمة والنصرة ما يوجبه لهم بنو كوز وبنو مرهوب. والضمير في "تسألوا" لبني زيد والالتفات فيه. محقبة: مشدود في الحقيبة. مقروب: موضوع في قرابه.
٤ الأثمد: اسم موضع. العائر: قذى العين. وقوله "وبانت له ليلة" من الإسناد المجازي كصام نهاره. وأبو الأسود هو أبو حجر. وقوله "وبات" الأولى تامة بمعنى أقام ليلًا ونزل به نام أو لم ينم. "وبات" الثانية يجوز أن تكون تامة أو ناقصة.
٥ أي "في ليلك" وفي "بات" وفي "جاءني".
٦ قال السكاكي: "التفت في الأبيات الثلاثة" فمذهب السكاكي موافق لرأي الزمشخري.

<<  <  ج: ص:  >  >>