للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملكات١ واللكنة٢ وكالاستعانة ويعرفها بأنها أن يدخل في الكلام ما لا حاجة بالمستمع إليه ليصحح وزنًا إن كان في شعر وليتذكر ما بعده إن كان في نثر٣. وفي خطابة أرسطو "ومن الأشياء المفسدة لرونق النظم إدخال كلام في كلام وهو الاعتراض الطويل بين الكلام المتصل بعضه ببعض٤، ويشير العتابي الشاعر إلى الاستعانة ويشرحها٥ بما لا يخرج عن كلام المبرد، ويذكر قدامة أن من نعوت الكلام ألا يكون الوزن قد اضطر إلى إدخال معنى ليس الغرض في الشعر محتاجًا إليه حتى إذا حذف لم تنقص الدلالة لحذفه٦ ويذكر المعاظلة وأن ثعلبًا عرفها بأنها مداخلة الشيء في الشيء٧، ويذكر الحشو ويجعله من عيوب الكلام ويعرفه بأنه أن يجيء البيت بلفظ لا يحتاج إليه لإقامة الوزن٨. إلى غير ذلك مما ذكره المبرد وما عرض له من آراء في البيان.

وبعد فلا شك أن هذه الآراء كلها وردت مبثوثة مفرقة في الكامل وخالية من الاصطلاحات العلمية وحينما يقف عند أسلوب من أساليب البيان ويحلله ويعجب به ولا يسميه؛ لأن علماء البيان والأدب لم يكونوا قد وضعوا له اسمًا وإنما بلاغته وسحره لا يخفيان على متذوق.. وبحسبي هذا اليوم ففيه كفاية، وهو يرشد إلى أثر الكامل في هذه الدراسات، وإن كان أثرًا محدودًا، شأنه في ذلك شأن من سبقه من العلماء الذين كانوا لا يزالون يكشفون أسرار البيان العربي.


١ ٢٩٧/ ١ المرجع.
٢ ٣٦٩/ ١.
٣ ١٩/ ١ الكامل.
٤ الفن الرابع من المقالة الثامنة من الشفاء لابن سينا.
٥ ٩٠/ ١ البيان والتبيين، ١٩٠/ ١ العمدة لابن رشيق.
٦ ٩٩ نقد الشعر.
٧ ١٠٤ نقد الشعر.
٨ ١٢٨ نقد الشعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>