للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد علمت سلمى وجاراتها ... ما قطر الفارس إلا أنا

قال السكاكي١: ويذكر لذلك وجه لطيف يسند إلى علي بن عيسى الربعي وهو أنه لما كانت كلمة إن لتأكيد إثبات المسند للمسند إليه، ثم اتصلت بها ما المؤكدة٢، لا النافية كما يظنه من لا وقوف له على علم النحو، ناسب أن يضمن معنى القصر؛ لأن القصر ليس إلا تأكيدًا على تأكيد فإن قولك "زيد جاء لا عمرو" لمن يردد المجيء الواقع بينهما يفيد إثباته لزيد في الابتداء صريحًا وفي الآخر ضمنًا.

٤- ومنها التقديم: ٣


١ راجع ١٢٦ من المفتاح.
٢ فإن لتأكيد الإثبات وما لتوكيد النفي.
٣ أي تقديم ما حقه التأخير، وهذا احتراز عما وجب تقديمه لصدارته كأين ومتى راجع ١٢٧ من المفتاح.
ملاحظات:
١ المقصور عليه في التقديم هو المقدم دائمًا. وفي إنما هو المؤخر، وفي ما وإلا هو ما بعد إلا.
٢ الذي يقدم أما:
مسند إليه: وقد سبق في باب المسند إليه شرح رأي عبد القاهر والسكاكي فيه، أو مسند وقد سبق في باب المسند، أو قيد من القيود كالمعمول الذي تقدم على الفعل أو غيره، أو بعض المعمولات التي تقدم على بعض.
٣- تقديم المسند إليه أو المسند قد يفيد القصر كما سبق في البابين.
٤ يلزم من تقديم القيود التخصيص غالبًا مثل:
إلى الله أشكو لا إلى الناس إنني ... أرى الدهر يفنى والأخلاء تذهب
قصر صفة على موصوف قصر حقيقي تحقيقي.
٥ تقديم بعض المعمولات على بعض في إفادته القصر خلاف بين الجمهور وابن الأثير والراجح أنه لا يفيد القصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>