للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما في قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} ، يشترط في كون العطف بالواو ونحوه مقبولًا في الجملة ذلك١، كقولك: زيد يكتب ويشعر٢ أو يعطي ويمنع وعليه قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون} ، ولهذا عيب على أبي تمام قوله:

لا والذي هو عالم أن النوى ... صبر وأن أبا الحسين كريم٣


١ أي وجود الجهة الجامعة.
٢ لما بين الكتابة والشعر من التناسب الظاهر "جامع خيالي بين المسندين" مع اتحاد المسند إليه في الجملتين، وكذلك بين يعطي ويمنع من التضاد ما يجمع بينهما في العطف بخلاف نحو زيد يكتب ويمنع أو يعطي ويشعر، وذلك أي اشتراط الجامع بينهما لئلا يكون الجمع عند انتفاء الجهة الجامعة عبثًا لا طائل تحته كالجمع بين الضب وهو حيوان بري والنون -أي الحوت- وهو حيوان بحري ومثل هذا قول الكميت:
أم هل ظعائن بالعلياء رافعة ... وإن تكامل فيها الدل والشنب
٣ راجع البيت وشرحه في كتابي "شرح البديع لابن المعتز ص٦١"، وفي ٤٤٣ من الصناعتين، ٢٥ جـ٣ زهر الآداب، ١٧٣ من الدلائل، ١١٨ من المفتاح، ٢٢ جـ٢ ابن السبكي.
والشاهد فيه عطف جملة "وأن أبا الحسين كريم" على جملة "أن النوى صبر" مع عدم المناسبة الظاهرة بين كرم أبي الحسين ومرارة النوى فهذا العطف غير مقبول سواء جعل عطف مفرد على مفرد كما هو الظاهر؛ لأن أن تؤول مع خبرها بمفرد مضاف لاسمها أو جعل عطف جملة على جملة باعتبار وقوعه موقع مفعولي عالم اللذين أصلهما المبتدأ والخبر؛ لأن وجود الجامع شرط في عطف المفرد وعطف الجملة.
والبيت من قصيدة لأبي تمام منها:
زعمت هو اك عفا الغداة كما عفا ... عنها طلال باللوى ورسوم
لا والذي............. ... ...........
ما زلت عن سنن الوداد ولا غدت ... نفسي على ألف سواك تحوم
فقوله "لا، نفي لما زعمته الحبيبة من أندراس هو اه بدلالة البيت السابق - وجواب القسم "لا والذي" هو قوله في البيت الذي بعده: "ما زلت عن سنن الوداد. والصبر بكسر الباء: عصارة شجر مر. =

<<  <  ج: ص:  >  >>