للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الإفادة وما يتصل بها من الاستحسان وغيره، ليحترز بالوقوف عليها عن الخطأ في تطبيق الكلام على ما تقتضي الحال ذكره١".

نقد تعريف السكاكي:

"قال الخطيب": وفيه٢ نظر:

١ إذا التتبع ليس بعلم ولا صادق عليه، فلا يصح تعريف شيء من العلوم٣ به.

٢ ثم قال٤: "وأعني بالتراكيب تراكيب البلغاء"، ولا شك أن معرفة البليغ من حيث هو بليغ متوقفه على معرفة البلاغة، وقد عرفها في كتابه بقوله: "البلاغة: هي بلوغ المتكلم في تأدية المعنى حدا له اختصاص بتوفية خواص التراكيب حقها٥ وإيراد أنواع التشبيه والمجاز والكناية على وجهها".

فإن أريد بالتراكيب في حد البلاغة تراكيب البلغاء، وهو الظاهر، فقد جاء الدور٦، وإن أراد غيرها فلم يبينه.


١ أي إيراده في الكلام.
٢ أي في تعريف السكاكي لعلم المعاني.
٣ أجيب عن هذا الاعتراض: بأن المراد من التتبع العلم مجازًا مرسلًا من إطلاق المسبب على السبب
٤ أي السكاكي كما في المفتاح ص٧٠.
٥ بأن يورد كل كلام موافقًا لمقتضى الحال، فالمراد بالتراكيب في
٦ لأن علم البلاغة يتوقف على تراكيب البلغاء وتراكيب البلغاء تتوقف على علم البلاغة، ومتى عرفنا البلاغة فقد وصلنا إلى حد نعرف به توفية خواص التراكيب حقها.
وقد أجيب عن اعتراض الدور هذا بأن بلاغة الكلام غير بلاغة المتكلم، فلا يتوقف العلم بالبليغ المتكلم على العلم ببلاغة الكلام التي وقع فيها التحديد فلا يمتنع أخذ البليغ في الحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>