للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالتنزيه والتعظيم في قوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ ١ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ} .

والدعاء في قول أبي الطيب:

وتحتقر الدنيا احتقار مجرب ... يرى كل ما فيها -وحاشاك- فانيا

فإن قوله: "وحاشاك" دعاء حسن في موضعه، ونحوه قول عوف بن محلم الشيباني:

إن الثمانين وبلغتها ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان٢

والتنبيه في قول الشاعر٣:

واعلم فعلم المرء ينفعه ... أن سوف يأتي كل ما قدرا٤


١ قوله: {سُبْحَانَهُ} جملة؛ لأنه مصدر بتقدير الفعل، وقعت في أثناء الكلام لأن قوله: {وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ} عطف على قوله: {لِلَّهِ الْبَنَاتِ} من قبيل عطف المفردات، وجعل: {وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ} حالا لا يفيد التشنيع عليهم المستفاد من العطف المؤكد بالتنزيه.
٢ الترجمان: الذي يفسر لغة بلغة أخرى، والمراد به مطلق المفسر والمكرر. والبيت من قصيدة في ١٧ جـ١ مقدمة البيان والتبيين وراجعه في ٣٨٠ صناعتين، ٢٠٣ رسالة الغفران، ونسبه العسكري لجرير "ص٤٩ صناعتين".
والشاهد فيه قوله: "بلغتها" فهي جملة اعتراضية في أثناء الكلام لقصد الدعاء للمخاطب والواو في مثله تسمى اعتراضية ليست بعاطفة ولا حالية، هذا والواو الحالية ما قصد بالكلام الواقعة فيه كون الجملة بعدها قيد للعامل، والاعتراضية ما لم يقصد فيها ذلك.
٣ أي تنبيه المخاطب على أمر يؤكد الإقبال على ما أمر به.
٤ البيت أنشده أبو على الفارسي ولم ينسبه لأحد وقوله: "فعلم المرء ينفعه" جملة اعتراضية للتنبيه وقعت بين "اعلم" ومفعولية والفاء اعتراضية فيها شائبة من السببية، وأن مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف. هذا والاعتراض يكون مع الواو ومع الفاء وبدونهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>