للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظاهر كلام الشيخ عبد القاهر في مواضع من دلائل الإعجاز، وعلى ما ذكرناه هو الإسناد لا الكلام، وهذا ظاهر ما نقله الشيخ أبو عمرو بن الحاجب١ رحمه الله عن الشيخ عبد القاهر٢، وهو قول الزمخشري في الكشاف، وقول وقول غيره، وإنما اخترناه؛ لأن نسبة المسمى حقيقة أو مجازًا إلى العقل على هذا لنفسه بلا وساطة شيء، وعلى الأول لاشتماله على ما ينتسب إلى العقل، أعني الإسناد.

أقسام المجاز العقلي باعتبار طرفيه: حقيقيتهما ومجازيتهما أو أحدهما:

قال الخطيب:

ثم المجاز العقلي باعتبار طرفيه -أعني المسند والمسند إليه- أربعة أقسام لا غير؛ لأنهما إما:

١- حقيقتان، كقولنا أنبت الربيع البقل، وعليه قوله:

فنام ليلي وتجلى همي

وقوله:

وشيب أيام الفراق مفارق ... "وأنشزن نفسي فوق حيث تكون"

وقوله:

"لقد لمتنا يا أم غيلان في السرى" ... ونمت وما ليل المطي بنائم٣


١ إمام في اللغة والنحو توفي عام ٦٤٦هـ.
٢ وهو ظاهر كلام عبد القاهر في الأسرار والدلائل كما فهمته أنا.
٣ لجرير ومثل البيت قول النعمان بن بشير:
ألم تبتدركم يوم بدر سيوفنا ... وليلك عما ناب قومك نائم
وقول عمرو بن براق:
فلا تأمنن الدهر حرًّا ظلمته ... فما ليل مظلوم كريم بنائم
ومثله في المجاز، قول الشاعر:
نهاري بأشرف التلاع موكل ... وليلي -إذا ما جنني الليل- آرق

<<  <  ج: ص:  >  >>