للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجاء في دائرة المعارف البريطانية ما يأتي:

"إن البندر والتلغراف الإشاري -وإن لم يكونا من اختراع العرب كما يعتقد البعض- فإن من المحقق أنهما قد نُقلا عن طريقهم إلى أوروبا، وكذلك صناعة الحرير والقطن، واختراع آخر ذو قيمة كبيرة هو البوصلة البحرية، ولقد صنع ورق الكتابة في مكة حوالي ٧٠٦ بعد الميلاد, ومنها انتشر إلى الأقطار العربية الأخرى حتى وصل آخر الأمر إلى العالم الغربي".

ونجمل القول بشهادة أحد كتاب الفرنجة عن أثر الحضارة العربية في الحضارة الغربية, حيث يقول: "إن العلوم والفنون والآداب العربية قد كونت حلقة اتصال بين الحضارة القديمة والحضارات الحديثة والثقافة. وإن "الحضارة" التي قدمها العرب للأقطار التي فتحوها قد بقيت مدة أطول من سلطة الفاتحين أنفسهم"١.

"ونحن ندين لهم -بطريق مباشر أو غير مباشر- بإحياء العلوم والفلسفة في أوروبا الغربية، حيث كانوا أول الموقظين والباعثين لروح النقد والبحث والاستقصاء، التي كان لها أثر كبير في إنقاذ أوروبا من سبات جهالة الرهبنة وضلالة التعصب الديني. ويعزى إليهم -أخيرا استنتاجا، وبطريق غير مباشر- معظم تلك الفنون المفيدة والاختراعات العلمية التي بلغت حدا من الكمال بجهود الأمم في العصور الحديثة، ومهما اتسعت دولة السيف العربية عن طريق القوة، فإنها أضيق مدى واتساعا، وأقل خلودا وبقاء، من دولة الفكر العربي"٢.

هذا هو الشعاع الذي انبثق من هذه البيئة الحجازية التي عقدنا العزم على دراسة حياتها الأدبية، منذ أقدم العصور حتى العصر الحاضر، قاصرين هذا


١ Encyclopaedia Britannica, Vol. ll مادة Arabia.
٢ المرجع السابق.

<<  <   >  >>