وليس هذا هو الدور الأوحد الذي قام به العرب, فيما يتصل بالحضارات التي قامت في وديان النيل ودجلة والفرات، بل إنهم أنشئوا علاقات تجارية وثيقة.
ولقد كان ظهور الإسلام على يدي محمد بن عبد الله، خاتم المرسلين، أكبر معجزة إنسانية وعاها التاريخ، وأعظم حدث عالمي ردّدته الأجيال، فلقد حول الرسول الكريم ورسالته العظمى مجرى الحياة، وبدل سير التاريخ، وأنقذ العالم من الفوضى والوثنية والعبودية.
وتمّم خلفاء الرسول الأعظم المعجزة، فنشروا الإسلام في الدنيا، وهدوا العالم إلى الحق وإلى كلمة الله، وأقاموا للحضارة والثقافة منارا رفيعا في كل مكان نزلوا فيه.
وأصبح للإسلام وللعرب دولة تشد أزره، وتستهدف أفكاره، وتصنع للحضارة والإنسانية والعالم صنيعا مشكورا، ولا يمكن لإنسان أن يقدره حق قدره.
وامتد تاريخ الإسلام من عهد الرسول الأعظم إلى اليوم، وسيمتد آلاف السنين والأجيال بإذن الله.
وقد امتد كذلك تاريخ الحجاز خلال العصور والأجيال، وشهد حكم الخلفاء الراشدين وبني أمية وابن الزبير وآل العباس، وحكم كثير من الدول الإسلامية التي قامت بعد ذلك، وكذلك حكم الأشراف إلى عصر الأتراك العثمانيين, فالعصر الحديث.