للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحجاز: بيئة الحجاز الطبيعية

الموقع والتضاريس: يقع الحجاز من جزيرة العرب في ناحيتها الشمالية والغربية, وهو يمتد من معان مارا برأس العقبة إلى القنفدة على شاطئ البحر الأحمر. أما حدود الحجاز من الجهة الشمالية فتسير قريبا من مدين إلى الشمال منها، على حين ترجع حدوده الشرقية على الحجر إلى جبلي: "أجا وسلمى"١ "ويطلق عليهما اليوم جبل شمر". أما في الجنوب فوادي تثليث، وما دونه هو الحد الفاصل لسلسلة جبال الحجاز عن اليمن٢، ووادي تثليث يقع في الجنوب الشرقي من بلاد عسير منحدرا إلى الشمال، هذا من الناحية الجنوبية والجنوبية الغربية تجاه عسير، أما من الناحية الجنوبية الشرقية تجاه نجد، فقد ذكر ياقوت أن تربة٣، ورنية، وبيشة، ثلاثة أودية ضخام أسفلها في نجد، وأعلاها في السراة. وعلى هذا, فالأودية الثلاثة تجري في منطقة الحجاز حتى تتصل بنجد٤.


١ الإصطخري في كتابه المسالك "ط دي غويه، ص١٢، ١٤".
٢ معجم البلدان ص٢١٩ ج٣.
٣ وتربة البلدة، على بعد ٩٠ ميلا من جنوب شرقي الطائف، وعلى الطريق من نجد إلى اليمن، وقد قاومت تربة جيش محمد علي عام ١٨١٥م، ووقعت فيها معركة شديدة بين جنود نجد، والملك حسين في ٢٤ من مايو سنة ١٩١٩م.
٤ ذكر البركاتي في رحلته تحديدا للحجاز, فقال: "يحد الحجاز من الغرب البحر الأحمر، ومن الشرق البادية الكبرى، ومن الجنوب بلاد قبيلة "بني مالك" الكائنة بجبال السراة, المتاخمين لبلاد زهران، هذا من جهة الجبل، وأما من جهة تهامة فيحدها جنوبا وادي دوقة، وشمالا بادية الشام إلى تبوك من الداخل، ومن جهة البحر الأحمر العقبة, ومن الجنوب الشرقي من الولاية وادي "رنية"" ا. هـ.
وهذا التحديد -من الناحية الجنوبية، والجنوبية الشرقية- يختلف عما اعتمدناه مما جاء في معجم ياقوت، إذ اعتبر ياقوت الحد الفاصل للحجاز هو وادي تثليث وبلاد مذحج, وما بعده يسمى يمنا. والذي نراه أن البركاتي قد اعتمد في تحديد الحجاز على التنسيق الإداري العثماني لما كانت تسميه الحكومة العثمانية "ولاية الحجاز".
أما من الناحية الشمالية فنحب أن نشير إلى بعض أقوال الأقدمين.

<<  <   >  >>