للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٣- العمارة١: وهي الإشراف على المسجد الحرام، ومنع الجالسين فيه من الرفث، ورفع الصوت، وكانت في بني هاشم.

ومن نوع النظام الحكومي في مكة: حلف الفضول، وحلف المطيبين, وسنتكلم عنهما فيما بعد.

عبد مناف وذريته:

ساد عبد مناف بن قصي قومه، وارتفع إلى مرتبة الشرف والرياسة باذا في ذلك أخاه عبد الدار أكبر أولاد قصي، غير أن عبد مناف لم ينازع أخاه عبد الدار احتراما لوصية أبيه.

واستمرت الرياسة في يد عبد الدار إلى أن مات، وانتقلت إلى أولاده، فنازع بنو عبد مناف بني عبد الدار، واحتدمت بينهم الخصومة، وانقسمت بطون قريش وحلفاؤهم وجيرانهم فريقين: ففريق يعاضد بني عبد مناف, وفريق يعاضد بني عبد الدار. وعقد كل فريق حلفا مؤكدا على ألا يتخاذلوا ولا يسلم بعضهم بعضا، وأخرج بنو عبد مناف جفنة مملوءة طيبا ووضعوها عند الكعبة، وتحالفوا وجعلوا أيديهم فيها, فسمي هذا الحلف لذلك "حلف المطيبين"، وسنشير إليه بالتفصيل.

وتعاقد بنو عبد الدار ومن معهم وتحالفوا, فسموا لذلك "الأحلاف" ثم تجمع الفريقان للقتال، وباتت مكة على شفا حرب أهلية لا يعلم مدى خطرها إلا الله.

ولكن حرص قريش على بقاء الوحدة القومية، وضنهم بالحرم أن تسال فيه الدماء, جعلهم يتداعون إلى الصلح على وجه ينال به كل من الفريقين حظا من ذلك الشرف الموروث. فكان لبني عبد مناف: السقاية، والرفادة، والقيادة، والندوة, ولبني عبد الدار: الحجابة، واللواء، على نحو ما أسلفنا. ثم حكم بنو عبد مناف القرعة في تقسيم نصيبهم, فكانت السقاية والرفادة لهاشم، والقيادة والندوة لعبد


١ بوزن فعالة كتجارة.

<<  <   >  >>