يفرقها على الجنود وقت الحاجة. ففي حرب الفجار فرقت قريش السلاح في الناس, فأعطى عبد الله بن جدعان التيمي مائة رجل سلاحا تاما، وفعل الباقون مثله١.
ويلوح لنا أن دار ابن جدعان كانت بها أماكن خاصة لحفظ الأسلحة؛ لأنه لم يكن يختزن عتاده الخاص الذي يذود به قريشا إذا حزبها أمر وحسب، وإنما يحفظ كذلك أسلحة العرب الذين يفدون إلى عكاظ لتبقى عنده، حتى إذا فرغوا من حجهم وأسواقهم استردوها ورجعوا لديارهم.
وقد كان من الطبيعي -استيفاء لبحث الحياة السياسية في الحجاز- أن نعقد فصلا لأيام قريش وأيام الأوس والخزرج، ولكنا آثرنا إرجاء ذلك إلى حين نتحدث عن الشعر السياسي.